أحتاج الأمراة نخلة.......!!

يشمل القصائد الشعريه , الشعر الشعبى , الحلمنتيش , والدوبيت .

المشرف: بانه

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
نورة
مشاركات: 78
اشترك في: الأربعاء 2009.10.21 10:12 am
مكان: الخرطوم

أحتاج الأمراة نخلة.......!!

مشاركة بواسطة نورة »


وأنا طفل يحبو

لا أذكر كنت أنا يوماً طفلاً يحبو

لا أذكر كني أنا يوماً شيئاً بل قل شبحاً

قد أذكر لي سنوات ست ولبضع شهور

قد تربو

أتفاعل في كل الأشياء

أتساءل عن معنى الأسماء

والنفس الطفلة كم تشتط لما تصبو ....

في يوم ما ..

ازدحمت فيه الأشياء

أدخلنا ـ أذكر في غرفة

لا أعرف كنت لها اسماً

لكني أدركها وصفاً

كبرت جسماً ... بهتت رسماً

عظمت جوفاً ... بعدت سقفاً

وعلى أدراج خشبية ... كنا نجلس صفاً صفاً

والناظر جاء

وتلا قائمة الأسماء

وأشار لأفخرنا جسماً أن كن "ألفة" ... كان الألفة

أتذكره

إن جلس فمجلسه أوسع

إن قام فقامته أرفع

إن فهم فأطولنا أصبع

ولذا فينا كان "الألفة"

كم كان كثيراً لا يفهم.. لكن الناظر لا يرحم

من منا خطأه "الألفة"

كنا نهديه قطع العملة والحلوى

لتقربنا منه زلفى

مضت الأيام

ومضت تتبعها الأعوام

أرقاماً خطتها الأقلام

انفلتت بين أصابعنا

وسياط الناظر تتبعنا

"واللحم لكم والعظم لنا"

ومخاوفنا تكبر معنا

السوط الهاوي في الأبدان


ضرباً

رعباً

رهباً

عنفاً

الباعث في كل جنان

هلعاً

وجعاً

فزعاً

خوفاً

والصوت الداوي في الآذان

شتماً

قذفاً

نسيتنا الرحمة لو ننسى يوماً رقماً

أو تسقط في حين حرفاً

والمشهد دوماً يتكرر

وتكاد سهامي تتكسر

لكأني أحرث إذا أبحر

لا شط أمان لا مرفأ

وجراحي كمصاب السكر

لا تهدأ بالاً لا تفتر

لا توقف نزفاً لا تشفى

***

ومضت تحرسنا الأجراس

وتكتم فينا الأنفاس

وتصادر منا الإحساس

وتبعثرنا شيئاً حائر

للناظر منا يتراءى

وهماً في العين له الناظر

في الفصل علي الدرب وفي البيت

تسقينا القول كمثل الصمت

الصوت إذا يعلو فالموت

فانفض بداخلنا السامر

وانحسرت آمال الآتي

من وطاة آلام الحاضر

***

لكني أذكر في مرة

من خلف عيون الرقباء ....

كنا ثلة

قادتها الحيرة ذات مساء

للشاطئ في يوم ما

إذ قامت في الضفة نخلة

تتعالى رغم الأنواء

تتراقص في وجه الماء

فإذا من قلتنا قلة

ترمي الأحجار إلي الأعلى

ترمي حجراً تلقي ثمراً

حجراً ... ثمراً ... حجراً ... ثمراً

مقدار قساوتنا معطاءة

يا روعة هاتيك النخلة

كنا بجارتنا ندنو و بنا تحنو

ومن ذاك الحين

وأنا مفتون بالنخلة

من ذاك الحين

والحب لها وليوم الدين

مطبوع في النفس الطفلة

مضت السنوات ولها في قلبي خطرات

عندي صارت مثلاً أعلى

يجذبني الدرس إذا دارت القصة فيه عن نخلة

ويظل بقلبي يترنم

الوحي الهاتف يا مريم

أن هذي جذع النخلة

في أروع لحظة ميلاد

دالت في الأرض لها دولة ..

***

مضت أيام جفت صحف رفعت أقلام

فإذا أعوام الدرس المرة مقضية

وبدأنا نبحث ساعتها عن وهم يدعى الحرية

كانت حلماً راودني والنفس صبية

تتعشق أن تغدو يوماً نفساً راضية مرضية

تتنسم أرج الحرية

لكن ارتجت خطواتي

وارتدت ذاتي في ذاتي

في وجهي فرح حضري

لكن في صدري من صغري

أحزان حرًّى بدوية

وكدت أساق إلي الإيمان

أن الإنسان

قد أوجد خلف القضبان

والبعض على البعض السجان

في سجن يبدو أبدياً

فالناظر موجود أبداً

في كل زمان ومكان

وتهيأ لي أن الدنيا

تتهيأ أخرى للطوفان

وأنا إذ أمشى أتعثر

لكأني أحرث إذ أبحر

لا شط امان لا مرفأ

وجراحي كمصاب السكر

لا تهدأ بالاً لا تفتر

لا توقف نزفا لا تشفى

***

أعوام تغرب عن عمري وانأ أكبر

لأفتش عن ضلعي الأيسر

وتظل جراحي مبتلة

تتعهد قلبي بالسقيا

أتطلع لامرأة "نخلة"

تحمل عنى ثقل الدنيا

تمنحنى معنى أن أحيا

أتطلع لامرأة "نخلة"

لتجنب أقدامي الذلة ...

في ذات مساء وبلا ميعاد كان الميلاد

وتلاقينا ما طاب لنا من عرض الأرض

تساقينا وتعارفنا

وتدانينا

وتآلفنا

وتآخينا

وتحالفنا

لعيون الناس ترائينا

لا يعرف من يدنو عيناً منا

أو من يعلو جفناً

وتشاركنا

وتشابكنا

كخطوط الطول

إذا التقت بخطوط العرض

ووضوء سنته اندست في جفون الفرض

كانت قلباً وهواناً العرق

فكنت النبض وكانت مزناً

وهوانا الغيث فكنت الأرض

وأنا ظمآن

جاءتني حباً وحنان

أروتني دفئاً وأمان

كانت نخلة

تتعالى فوق الأحزان

وتطل على قلبي حبلى

بالأمل الغض الريان

وتظل بأعماقي قِبلة

تدفعني نحو الإيمان

كانت لحناً عبر الأزمان

يأتي من غور التاريخ

يستعلي فوق المريخ

صارت تملؤني في صمتي

وإذا حدثت أحس بها

ترنيمة سعد في صوتي

أتوسم فيها إكسيراً

أبداً يحييني من موتي

***

وبذات مساء وبلا ميعاد أو وعد

إذ كان لقاء

والشوق يشد من الأيدي

فتوقف نبض السنوات

في أقسى أطول لحظات

تتساقط بعض الكلمات

تنفرط كحبات العقد

فكان وداعاً دون دموع

كان بكاء

لأفارق أجمل ما عندي

وكان قضاء

أن تمضي لكي أبقى وحدي

لكني باقٍ في عهدي

فهواها قد أضحي قيدي

****

وبدت سنوات تلاقينا في قصر

في عمر هلال

يجمعنا شئ في الأعماق

نتلاقى

دوماً في استغراق

في كل حكايا الأبطال

نتلاقي

مثل الأشواق

تتسق بليل العشاق

نتلاقي في كل سؤال يبدو

بعيون أطفال

***

ولئن ذهبت

سأكون بها وكما قالت

فبقلبي أبداً ما زالت

ريحاً للغيمة تدفعها ...

فلئن ذهبت فلقد صارت

عندي جرحاً

يوري قدحاً

يفتق صبحاً

لأكون بها إيقاعاً في كل غناء

لو يمحو ليل الأحزان

وخشوعاً في كل دعاء

يسعى لعلو الإيمان

ترنيماً في كل حٌداء

من اجل بقاء الإنسان

من اجل نقاء الإنسان

من اجل إخاء الإنسان

:d
صورة العضو الرمزية
بنت ملوك النيل
مشاركات: 91
اشترك في: السبت 2009.11.21 9:11 pm
مكان: السودان

رد: أحتاج الأمراة نخلة.......!!

مشاركة بواسطة بنت ملوك النيل »

هذه واحدة من اجمل قصائد محي الدين الفاتح قرائتها ذكرتني بايام الجامعة ... تسلم ايدك
صورة العضو الرمزية
نورة
مشاركات: 78
اشترك في: الأربعاء 2009.10.21 10:12 am
مكان: الخرطوم

رد: أحتاج الأمراة نخلة.......!!

مشاركة بواسطة نورة »

تسلمي يااخت البدور.........
صورة العضو الرمزية
مهاجر في البلد
مشاركات: 27892
اشترك في: الأربعاء 2008.2.13 8:57 pm
مكان: السودان - الخرطوم

رد: أحتاج الأمراة نخلة.......!!

مشاركة بواسطة مهاجر في البلد »

لأكون بها إيقاعاً في كل غناء

لو يمحو ليل الأحزان

وخشوعاً في كل دعاء

يسعى لعلو الإيمان

ترنيماً في كل حٌداء

من اجل بقاء الإنسان

من اجل نقاء الإنسان

من اجل إخاء الإنسان



روعة روعة روعة

عسل عديل كده يا نوره
صورة العضو الرمزية
عمار العركي
مشاركات: 162
اشترك في: الجمعة 2009.11.20 11:09 pm
مكان: السودان

رد: أحتاج الأمراة نخلة.......!!

مشاركة بواسطة عمار العركي »

ولدت قبل سنين
لكني عرفتك قبلها؟؟؟
حينها كنت جنين
أعشق التشرنق في الدواخل
أنمو في تواتر الفواصل
وقد ألفتك في كآفة المراحل
عند التكور والتشرنق ولحظة التكوين
حينها كنتي عصب الخلايا
و ما بين الخلايا تنداحين
حينها كنتي الامشاج
وبؤرة الشعور والشرايين
وعند المخاض
وبعد انقطاع الحبل السري
خرجت للحياة ملغي علي ظهري
مغمض العنين
قابض الكفين
وابتسم في خيلاء
اسمعهم من حولي يقولون :
انه قد راي ملاك
وبربي هم يفندون
بل هم واهمون
فالله لآدم قد وجد
وأمر الملاك له فسجد
وآدم قد كان أباك
وربي بالجمال حباك
وها انا افتح عيناي في عياء
لكني لا القك
فلا عزاء
وافرد معصمي في رجاء
ولكني لا ألقاك
فلا عزاء
فقد كنتي واقعا عايشني في الأحشاء
واليوم صرتي حلما يراودني في الحياة
فلا عزاء
وما دام يقين الموت غدا
فهيا نشرع في البكاء
ولا عزاء

نورة .... شكرا سامقا .. كما النخل
وتقبلي مروري وسروري
صورة العضو الرمزية
نورة
مشاركات: 78
اشترك في: الأربعاء 2009.10.21 10:12 am
مكان: الخرطوم

رد: أحتاج الأمراة نخلة.......!!

مشاركة بواسطة نورة »

عمار العركي......ومهاجر في البلد...
مشكورون عل المرور ولاشادة
وياعمار
خالص التعازي ماقدرا.....
أضف رد جديد

العودة إلى ”همس القصيد“