ها أنا ذا أزحف نحو الستين من عمري
لم أكن أتخيل يوما ان تصل هذه النتؤات إلي جسدي أبدا
دخلت إلي الحمام لأستحم تلمست جسدي ببط لكنها ملامسة تختلف عن ما اعتاد عليه جسدي من ملامسة الرجال. ملامسة تحمل في طياتها خوف كبير مما هو قادم.
الأن وأنا اقطن في بيت من جالوص في اطراف العاصمة وأمتهن مهنة بيع الفول المدمس والتسالي والدكوة تدر علي برزق قليل استطيع ان اسد به رمقي مع بنتي التي لا أعرف لها أبا حتى اليوم.
لمست جسدي قبل أن أخرج من الحمام واذهب إلي عملي في السوق
- يا فريدة والله ياحليلك وحليل ايامك بقيتي تبيعي الفول هاك اديني كيسين فول النتسلى بيهم لمن اصل بيتنا.
ضحك اللعين (عثمان باسطة ) وانا امد له كيس الفول ذلك (الكمساري) الذي كان يتمنى فقط أن القي عليه نظرة وانا في سن الشباب.ولي معه رجعة طويلة هذا الخبيث. ولكني سأبدا بأوسخ الرجال علي الاطلاق فلي معه ذكريات مرة.
ولكن دعوني في هذه اللحظات اودع عثمان باسطة بكيل من الشتائم
- أمشي يافردة اللستك - هبو هبو لاعندك ام ولا عند ابو. امشي يا
ولا اقول ليكم خلاص كفاية لغاية هنا
فعندي ماهو أهم سيرة ذلك الرجل الضخم الجثة الوسيم الطلعة تاجر السوق المعروف عبد الله قانون
وإلي لقاء معه
نواصل ........
عبد الله قانون وما ادراك ماعبدالله قانون
تاجر مشهور للغاية سمي عبد الله قانون لانه حين يتعامل مع غيره من التجار يقول عبارته المشهورة (أنا قانوني واضح الكاش يقلل النقاش).
لا يعرف احد أصلا لثروته كل المعروف عنه ان والده رحمه الله كان صديقا لأحد التجار فلما رفض عبد الله المدرسة احضره لأحد التجار المشهورين وقال له علمه صنعة تنفعة وكان عبد الله منذ صغره يجيد التجارة بدهاء ولكنه اشتهر بالغش منذ طفولته وحبه لامتلاك حاجة الغير. وكما ذكرت لايعرف احد مصدر ثروته كل الذي يعرفونه ان التاجر المشهور غرق في بحر من الديون خلال فترة وجيزة وجلس في البيت وتوفي داخل منزله الجميل داخل احد ارقى احياء الخرطوم. واخر عهد بأسرته ان ابنته الطبيبة لملمت اطراف ثروة ابيها وهاجرت للقاهرة ومنها للندن مع اخيها وامها.
وهنا بدا نجم عبد الله قانون يظهر ساطعا.عرف بسلاسة الحوار( يقنع اي احد) نشيط وسيم حاضر البديهة في التجارة نادرا مايخسر.
تعرفت عليه بواسطة احد الزميلات في المهنة.
- دي منو الحاجة الخطيرة دي يازوزو
- دي مستورد ياعبودي لكن مابنديك ليها ساي
- حقك محفوظ وحقها مزيود بس تمر علي في الدكان
لما ذهبت إليه كان يمسك في يده سبحة
- اهلا اهلا المبروكة اهلا فريدة هاك الوصية دي وسلمي لي علي ابوك الفي المستشفى
عرفت ان هذه الحركة هي تمويه ولكني قلت وماذا يضر ذلك اذا كانت النتيجة حصولي علي مبلغ لابأس به من المال.
حين حضر في المساء كان مثل الخنزير وهو يتنفس كنت احس انني بالقرب من احد الحيوانات الغبية التي تقضي وطرها ثم تترك باقي مخلفاتها في نفس المكان.
- عليك الله تاني غيري الريحة البتستعمليها دي
قال ذلك وهو يلبس ملابسه
- تبا لك ولكل الرجال (قلت ذلك في نفسي وانا الم ملابسي)
وفي خلال الفترة التي تقربنا فيها من بعض قال لي جميع أسراره
- كيف انه خدع التاجر بالدخول في صفقة الاسمنت التي فقدته جل ثروته مقابل القبض من تاجر اخر داخل في نفس الصفقة. وكيف انه اوقع عطاء حكومي برشوة ذلك الموظف مقابل 2 مليون. وكيف تسير كافة تجارته التي لاتخلو جميعها من الطرق الغير شرعية.
ولكني كرهته حين استغل احدي الطالبات وأغر بها واوقعها في حباله حتى حملت بالحرام وتركها للضياع ولا يدري احد ماحدث بعد ذلك.
هذه هي حقيقة ذلك القذر .وانا امر بالقرب من دكانه نظر إلي من طرف نظارته
- لسه يافريدة فيك باقي جمال ههههههههـــــا بس بقيتي ريحتك دكوة دكوة مابتنفعي معانا. ثم عاد لدفاتره
الشي الغريب ان ثروته يوميا في زيادة
يارب متى تنتقم من هؤلاء
تزكرت ( ويمدهم في طغيانهم يعمهون)
رحمتك يااااااااااااارب
ونواااااااااصل
نواصل
شعرت بوعكة صحية خفيفة
طلبت من بنتي ان تتبعني للمستشفى
خرجت وانا انتقى احدي افضل ثيابي والذي اجهل بالطبع تاريخ شراءه لانني اشتريته منذ ذلك الزمن الغابر
تلفحت ثوبي وانا افكر في الطريق إلي المستشفى كنت افكر في المبلغ الذي سادفعه في المستشفى ايقظني من تفكيري فرقعة الكمساري الصغير. اخرجت بنتي الصغيرة مبلغ من المال لا ادري من اين احضرته فانتابني قلق خشية ان تكون بدات في نفس طريقي السابق.
- يابت جبتي القروش دي من وين
- انت نسيتي يمة انه انا امس بعت بدلك في السوق لما كنت عيانة دسيت القروش دي قلت اشتري لي بيها حلاوة.
قلت وانا اتنفس الصعداء (كويس ثم عدت للتفكير مرة أخري)
وصلت المستشفى وقد حدث ماتوقعته اذ طلب مني رسوم الكشف مبلغ لم يكن في استطاعتي دفعه وحين ارتفع صوتي مع تلك الممرضة الحمقاء حضر احد الدكاترة الانيقين وهو يمر بهدوء
- رجعي ليها قروشها ياسستر ثريا
ثم أردف (ازييك يافريدة) ولم ينتظر رد غاب بين ردهات المستشفى وهو يبتسم
وانا ارجع قروشي في شنطة اليد كنت افكر في ذلك الدكتور الذي يكاد يصل الخمسين من العمر تبا لهذه الذاكر الخربة . ولكني اصريت ان انتظره
جلست قرابة الساعة حتى جاء يغسل يديه ليخرج ربما ليتناول افطاره ذهبت وراءه حتى وصلت
- هوي يادكتور انت بتعرفني من وين
- يافريدة نسيتي كمال المبشتن الزماااان داك الكنا مأجرين جنبكم انا ومعاي الاتنين الموظفين ديلك ياخي ميرغني - ومحمد. انا الوكت داك شغال وبقرأ
- كماااااااااااااااااااال ازيك وانت قدرت اتخرجت من الطب كيف
- والله في البداية غلبني مع الشغل لكن تاني رحلت تزكري هناك قعدت مع الطلبة وقدرت اقرأ بالليل
المهم اتوفقت واتخرجت الحمد لله وهسي اتخصصت في الصدر الحمد لله واتزوجت.
-والله الف مبرووووك تستاهل
-يلا افطري معاي
- مافي مانع خاصة الشافعة دي عينيها قزعت من الجوع يلا.
ونحن نتناول وجبة فاخرة على شرف الدكتور كنت اجتر زكرياتي معه
ولي مع الدكتور حكاية طويلة
ساسردها لكم
ونواصل
نواصل
كمال خليفة سعد الله
ذلك اسمه بالكامل علي ما اذكر
ذلك الشاب المكافح كان شديد الذكاء لم يهبه الله اي مسحة من الوسامة لكنه كان ذكي لدرجة مخيفة
كان من غرب السودان لا اذكر تحديدا من اي منطقة كان قوي العضلات كريم شهم ولا انسي ابدا خريف ذلك العام حين تكسر جانب من جدار منزلي كيف ساعدني على بناءه وكيف وقف معي في اصعب المواقف
كان الوحيد الذي لايطلب ثمن.بل حتى لم يرفع نظره من الأرض وهو يساعدني. كنت اسمعه وهو يتلو القران بعد التاسعة مساء. ثم يستغفر ويصلي كان ذلك يشعرني بطمأنينة غريبة لم احسها خلال يومي الحافل بالاثام. بل لا اكون مبالغة في كلامي لو قلت لكم كنت انتظر صوته ياتيني هادئا اذ ان بيني وبين الغرفة التي أجروها جدار صغير. ثم ياتي محمد وميرغني وهما موظفي بنك بعد ان يقضوا عدة مشاوير وكنت اسمعهم يتغالطون في من سيجهز العشاء وبعد قليل تحدث النتيجة الموتقعة حيث يقوم كمال بكل شهامة.
- خلاص خلاص بطلوا حجة انا بسوي العشاء
كنت اتعاطف معه ولكني اعتدت علي شهامته. لا اخفيكم سرا اذا قلت لكم انني لم اتمنى رجل مثل ماتنميت ذلك الرجل الكريم الشهم. ذلك الكمال الانساني. ولكني كنت اعلم انه لاينظر لامراه مثلي خصوصا وانه وجه لي النصح عدة مرات بأن اتوب وكنت اوعده ولكني ارجع مرة أخرى.
ذات مرة قررت ان ارمي ذلك الرجل في شباكي نصبت له فخا انثويا لايسطيع رجل ان يقاومه ناديته بحجة المساعدة.كانت التاسعة مساء
-ياكمال كمال
- نعم يافريدة
- تعال صلح معاي شوف الماسورة دي مالها حاتغرق البيت اظنها حالجة
لم ينتظرني حتى اكمل كلامى جاء مسرعا بكل شهامة . كنت انظر إليه انا بشهوانية غير عادية خصوصا وانه مع سرعة قدومه حضر وهو يلبس (عراقي وسروال)
- وين الماسورة
- ماسورة شنو ياكمال ياخي انت ماشايف
كنت انا بملابس النوم فقط كنت مثل امراة العزيز كانت جسدي كله ينادي كمال أن قد (هيت لك)
لم ينظر الي حتى (أعوز بالله أعوز بالله الله يهديك يامرة الله يهديك)
ثم خرج مسرعا
في هذه اللحظات لعنت صنف الرجال وخاصة ذلك الكمال الأحمق
ولكن في الصباح أدركت ان كمال من السبعة الذين سيظلهم الله يوم لا ظل الا ظله
دعوت له من كل قلبي بالتوفيق
فقد يستجيب الله لداعرة مثلي خصوصا وان رحمته وسعت كل شي
لم ارى كمال مرة أخرى الا في المستشفى اذ علمت انه رحل منذ الصباح وقد كان رحيله لحكمة فقد استطاع التوفيق بين عمله وجامعته وماكان لييفعل ذلك مع هذين الموظفين العابثين.محمد وميرغني.
سبحان الله
ونواصل
شمعة امل كتب:[Center]
[size=-1]
روائي درجه اولى ياهومى
بالجد ابدااااع
روعه فى السرد وجمال فى الاسلوب
بالاضافه لجرائه الموضوع الاكيد يحمل عبّر
وفى انتظار البقيه ...
[/align][/size]
شمعة
كنت ومازلت شمعتنا التي نختلس منها القبس سرا وعلانية
رايك وسام علي صدري فما انا الا درويش يهزي ببعض الكلمات قد تصادف ارض الواقع احيانا
ولكن في النهاية لايؤخذ برايه لانه درويش
عموما ياستي بحاول اكمل مادام دا رايك
شكرا ليك علي المرور
اخي همومي بجد هي قصه جميله لكن عندي بعض الملاحظات
بتخلي الشخص عائش مع شخصيه معينه انت تقوم تدخل مع شخصيه تانيه
يعني قصه من كم شخصيه ويلا نشوف الباقي من القصه
اخي همومي بجد هي قصه جميله لكن عندي بعض الملاحظات
بتخلي الشخص عائش مع شخصيه معينه انت تقوم تدخل مع شخصيه تانيه
يعني قصه من كم شخصيه ويلا نشوف الباقي من القصه
أختي رجوية
شكرا ليك كتير علي مرورك وتعليقك وفعلا تداخل الشخصيات قلل من متعة المتابعة ولكني اجتهدت في ربطها بالحديث المتواصل لشخصية البطلة في السرد وهي فريدة اذ اثناء الحكي لابد وان تعرج علي شخصية خارج الشخصية المحددة وهذا يحدث في الحياة اليومية اذ صعب ان تقص علي احد عن شخص ما دون ذكر تاثير الاشخاص الاخري في حياته.
هذا راي القاصر وشكرا ليك علي المرور ياروعة
عثمان محمود
أو عثمان باسطة كما يحلو لأهل الحي مناداته وذلك لحبه للباسطة
هو في مثل عمري تقريبا نشانا في منطقة ريفية واحدة قبل ان نهاجر للعاصمة كنا نلعب سويا ونحن اطفال حتى ظن الكثير اننا اخوان. كبر ذلك الفتى ولم يكن له اي نصيب من الدراسة عكسي انا حيث واصلت حتى الصف الثالث ثانوي ولم اوفق في دخول الجامعة فخرجت للشارع ولم يرحمني الشارع.
عثمان كان ندل منذ صغره كنت وانا طفلة الاحظ مداعباته الغير بريئة في اثناء اللعب فرسم في ذهني صورة سيئة للرجال منذ الطفولة. وليس هذا فحسب بل في وانا في بداية الثانوي وعد احد أغنياء القرية باحضاري له لقمة صائغة مقابل مبلغ مغري جدا. ألم أقل لكم انه وغد. حيث قال لي عثمان ان عمه فلان (ذلك الثري) يناديك عشان تكوي ليه جلابية الجمعة فقد سافر اهله لعزاء في قرية بعيدة جدا. فذهبت أنا بحسن نية لبيته اذ اعتبره في مقام والدي. وحين بدأت الخطة تنكشف خصوصا بعد ان بدات في كي ملابسه وانا في ثوب منزلي. حيث صار الرجل يتودد لي بالسؤال عن دراستي ثم سالني عن احدى المعلمات وقال لي ان لها مكانة خاصة في نفسه ( ويعلم الله انها برئية منه ومن اشكاله) ثم قال لي (تعالي قربي مني يافريدة) فاحسست بعدم الامان فقمت قبل ان اتم كي الملابس واردت الهروب لكن كان لي بالمرصاد فاستعنت بمكوة الفحم (اذ لم يكن بوقتها في قريتنا كهرباء) وقلت له متوعدة لو قرربت مني بكب الناردي فيك ولما حاول مرة اخري كان توعدي حقيقة اذ القيت بالمكواة بالكامل في وجهه فصرخ من الألم وتاذي حين وطي احد الفحم الملتهب وصرخ ثم وقع على الأرض ومنها هربت. وانا اسمع ( الله يلعنك يالملعونة)
هل تأكدتم الان اننا معشر الداعرات لم نكن يوما داعرات . وان الاقدار هي التي تسوقنا الي الدعارة عفوا لا اصوغ لكم مبررات ولكني احكي لكم واقعا.
لم أدري ان لعثمان يد في الموضوع الا حينما ناداني وانا اجري من الهلع (فريدة كيف كان يومك ) وضحك وهو يأكل من الباسطة التي اشتراها من دكان عمك عبد اللطيف. وواصل وهو يضحك (ماتجي تشتري ليك باسطة من القروش القبضتيها دي) فعلمت ان له يد في الموضوع.وقررت ان انتقم منه فيما بعد ولكن وفاة والدي في الايام القليلة بعد هذه الحادثة انستني ماحدث ثم كان هجرتنا انا وأمي من القرية لاطراف العاصمة حيث البحث عن عمل وبدأ صفحة سيئة من حياتي.
ما رأيكم بعثمان وعمائله ألم أقل لكم انكم سوف تكرهونه مثلي .
وقابلت عثمان بعد رحيلنا لاطراف العاصمة صدفة وهو متعلق باحد بصات المواصلات حيث هاجر هو ايضا للعمل ككمساري وظل يعمل حتى يومنا هذا يعمل في نفس الخط منذ سنين طويلة بل حتى لم يتطور إلي سواق.
كم أكره هذا الرجل
ونواصل
