منوعات من الشعر

يشمل القصائد الشعريه , الشعر الشعبى , الحلمنتيش , والدوبيت .

المشرف: بانه

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

:
{
:
:
ابو تمام
:
دِمَنٌ أَلَمَّ بِها فَقالَ سَلامُ ** كَم حَلَّ عُقدَةَ صَبرِهِ الإِلمامُ
نُحِرَت رِكابُ القَومِ حَتّى يَغبُروا ** رَجلى لَقَد عَنُفوا عَلَيَّ وَلاموا
عَشِقوا وَلا رُزِقوا أَيُعذَلُ عاشِقٌ ** رُزِقَت هَواهُ مَعالِمٌ وَخِيامُ
وَقَفوا عَلَيَّ اللَومَ حَتّى خَيَّلوا ** أَنَّ الوُقوفَ عَلى الدِيارِ حَرامُ
ما مَرَّ يَومٌ واحِدٌ إِلّا وَفي ** أَحشائِهِ لِمَحِلَّتَيكِ غَمامُ
حَتّى تُعَمَّمَ صُلعُ هاماتِ الرُبا ** مِن نَورِهِ وَتَأَزَّرَ الأَهضامُ
وَلَقَد أَراكِ فَهَل أَراكِ بِغِبطَةٍ ** وَالعَيشُ غَضٌّ وَالزَمانُ غُلامُ
أَعوامُ وَصلٍ كانَ يُنسي طولَها ** ذِكرُ النَوى فَكَأَنَّها أَيّامُ
ثُمَّ اِنبَرَت أَيّامُ هَجرٍ أَردَفَت ** بِجَوىً أَسىً فَكَأَنَّها أَعوامُ
ثُمَّ اِنقَضَت تِلكَ السُنونُ وَأَهلُها ** فَكَأَنَّها وَكَأَنَّهُم أَحلامُ
أَتَصَعصَعَت عَبَراتُ عَينِكَ أَن دَعَت ** وَرقاءُ حينَ تَصَعصَعَ الإِظلامُ
لا تَنشِجَنَّ لَها فَإِنَّ بُكاءَها ** ضَحِكٌ وَإِنَّ بُكاءَكَ اِستِغرامُ
هُنَّ الحَمامُ فَإِن كَسَرتَ عِيافَةً ** مِن حائِهِنَّ فَإِنَّهُنَّ حِمامُ
اللَهُ أَكبَرُ جاءَ أَكبَرُ مَن جَرَت ** فَتَحَيَّرَت في كُنهِهِ الأَوهامُ
مَن لا يُحيطُ الواصِفونَ بِقَدرِهِ ** حَتّى يَقولوا قَدرُهُ إِلهامُ
مَن شَرَّدَ الإِعدامَ عَن أَوطانِهِ ** بِالبَذلِ حَتّى اِستُطرِفَ الإِعدامُ
وَتَكَفَّلَ الأَيتامَ عَن آبائِهِم ** حَتّى وَدِدنا أَنَّنا أَيتامُ
مُستَسلِمٌ لِلَّهِ سائِسُ أُمَّةٍ ** لِذَوي تَجَهضُمِها لَهُ اِستِسلامُ
يَتَجَنَّبُ الآثامَ ثُمَّ يَخافُها ** فَكَأَنَّما حَسَناتُهُ آثامُ
يا أَيُّها المَلِكُ الهُمامُ وَعَدلُهُ ** مَلِكٌ عَلَيهِ في القَضاءِ هُمامُ
ما زالَ حُكمُ اللَهِ يُشرِقُ وَجهُهُ ** في الأَرضِ مُذ نيطَت بِكَ الأَحكامُ
أَسَرَت لَكَ الآفاقُ عَزمَةُ هِمَّةٍ ** جُبِلَت عَلى أَنَّ المَسيرَ مُقامُ
إِلّا تَكُن أَرواحُها لَكَ سُخِّرَت ** فَالعَزمُ طَوعُ يَدَيكَ وَالإِجذامُ
الشَرقُ غَربٌ حينَ تَلحَظُ قَصدَهُ ** وَمَخالِفُ اليَمَنِ القَصِيِّ شَآمُ
بِالشَدقَمِيّاتِ العِتاقِ كَأَنَّما ** أَشباحُها بَينَ الإِكامِ إِكامُ
وَالأَعوَجِيّاتُ الجِيادِ كَأَنَّها ** تَهوي وَقَد وَنَتِ الرِياحُ سَمامُ
لَمّا رَأَيتَ الدينَ يَخفِقُ قَلبُهُ ** وَالكُفرُ فيهِ تَغَطرُسٌ وَعُرامُ
لَوَرَيتَ زَندَ عَزائِمٍ تَحتَ الدُجى ** أَسرَجنَ فِكرَكَ وَالبِلادُ ظَلامُ
فَنَهَضتَ تَسحَبُ ذَيلَ جَيشٍ ساقَهُ ** حُسنُ اليَقينِ وَقادَهُ الإِقدامُ
مُثعَنجِرٍ لَجِبٍ تَرى سُلّافَهُ ** وَلَهُم بِمُنخَرِقِ الفَضاءِ زِحامُ
مَلَأَ المَلا عُصباً فَكادَ بِأَن يُرى ** لا خَلفَ فيهِ وَلا لَهُ قُدّامُ
بِسَواهِمٍ لُحُقِ الأَياطِلِ شُرَّبٍ ** تَعليقُها الإِسراجُ وَالإِلجامُ
وَمُقاتِلينَ إِذا اِنتَمَوا لَم يُخزِهِم ** في نَصرِكَ الأَخوالُ وَالأَعمامُ
سَفَعَ الدُؤوبُ وُجوهَهُم فَكَأَنَّهُم ** وَأَبوهُمُ سامٌ أَبوهُم حامُ
تَخِذوا الحَديدَ مِنَ الحَديدِ مَعاقِلاً ** سُكّانُها الأَرواحُ وَالأَجسامُ
مُستَرسِلينَ إِلى الحُتوفِ كَأَنَّما ** بَينَ الحُتوفِ وَبَينَهُم أَرحامُ
آسادُ مَوتٍ مُخدِراتٌ ما لَها ** إِلّا الصَوارِمَ وَالقَنا آجامُ
حَتّى نَقَضتَ الرومَ مِنكَ بِوَقعَةٍ ** شَنعاءَ لَيسَ لِنَقضِها إِبرامُ
في مَعرَكٍ أَمّا الحِمامُ فَمُفطِرٌ ** في هَبوَتَيهِ وَالكُماةُ صِيامُ
وَالضَربُ يُقعِدُ قَرمَ كُلِّ كَتيبَةٍ ** شَرِسِ الضَريبَةِ وَالحُتوفُ قِيامُ
فَفَصَمتَ عُروَةَ جَمعِهِم فيهِ وَقَد ** جَعَلَت تَفَصَّمُ عَن عُراها الهامُ
أَلقوا دِلاءً في بُحورِكَ أَسلَمَت ** تَرَعاتِها الأَكرابُ وَالأَوذامُ
ما كانَ لِلإِشراكِ فَوزَةُ مَشهَدٍ ** وَاللَهُ فيهِ وَأَنتَ وَالإِسلامُ
لَمّا رَأَيتَهُمُ تُساقُ مُلوكُهُم ** حِزَقاً إِلَيكَ كَأَنَّهُم أَنعامُ
جَرحى إِلى جَرحى كَأَنَّ جُلودَهُم ** يُطلى بِها الشَيّانُ وَالعُلّامُ
مُتَساقِطي وَرَقِ الثِيابِ كَأَنَّهُم ** دانوا فَأُحدِثَ فيهِم الإِحرامُ
أَكرَمتَ سَيفَكَ غَربَهُ وَذُبابَهُ ** عَنهُم وَحُقَّ لِسَيفِكَ الإِكرامُ
فَرَدَدتَ حَدَّ المَوتِ وَهوَ مُرَكَّبٌ ** في حَدِّهِ فَاِرتَدَّ وَهوَ زُؤامُ
أَيقَظتَ هاجِعَهُم وَهَل يُغنيهُم ** سَهَرُ النَواظِرِ وَالعُقولِ نِيامُ
جَحَدَتكَ مِنهُم أَلسُنُ لَجلاجَةٌ ** أَقرَرنَ أَنَّكَ في القُلوبِ إِمامُ
اِسلَم أَميرَ المُؤمِنينَ لِأُمَّةِ ** نَتَجَت رَجاءَكَ وَالرَجاءُ عُقامُ
إِنَّ المَكارِمَ لِلخَليفَةِ لَم تَزَل ** وَاللَهُ يَعلَمُ ذاكَ وَالأَقوامُ
كُتِبَت لَهُ وَلِأَوَّليهِ وِراثَةً ** في اللَوحِ حَتّى جَفَّتِ الأَقلامُ
مُتَواطِّئو عَقِبَيكَ في طَلَبِ العُلا ** وَالمَجدُ ثُمَّت تَستَوي الأَقدامُ
:
:
}
:
__________________
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

:
{
:
:
سُعدَى بنت الشَمَردَل الجهنية
:
أمنَ الحوادِثِ والمَنونِ أروَّعُ ** وأبيتُ ليْلي كلَّهُ لاأهجَعُ
وأبيتُ مُخْليَةً أُبكّي أسعداً ** ولِمثْلِهِ تبْكي العيونُ وتهْمعُ
وتبيَّنُ العيْنُ الطليحةُ أنَّهَا ** تبْكي من الجزَعِ الدخيلِ وتدمَعُ
ولَقَدْ بدا لي قبلُ فيما قدْ مضى ** وعلمْتُ ذاكَ لوَ أنَّ علْماً ينفعُ
أنَّ الحوادثَ والمَنونَ كليهِما ** لا يُعْتِبانِ ولوْ بَكى منْ يجزَعُ
ولقدْ علمْتُ بأنَّ كلَّ مؤَخَّرٍ ** يوماً سبيلَ الأَوَّلينَ سيتْبَعُ
ولقدْ علمتُ لوَ أنَّ علْماً نافعٌ ** أنْ كُلُّ حيٍّ ذاهبٌ فمودِّعُ
أفليْسَ فيمنْ قدْ مضى لي عِبْرةٌ ** هلَكوا وقدْ أيقَنْتُ أنْ لَنْ يرجعُوا
ويْلُ أمِّ قتْلي بالرِصافِ لوَ أنَّهم ** بلَغُوا الرَجاءَ لِقَوْمِهمْ أوْ مُتِّعوا
كمْ منْ جميعِ الشمْلِ ملْتَئِمِ الهَوى ** كانوا كذلكَ قبلَهمْ فتصدَّعُوا
فلْتَبْكِ أَسْعَدَ فتْيةٌ بسَباسبٍ ** أقْوَوْا وأصبحَ زادهُمْ يتمرَّعُ
جادَ أبنُ مجْدعةَ الكميُّ بنفسِهِ ** ولقدْ يرَى أنَّ المَكَرَّ لأشْنَعُ
وَيْلُمِّهِ رجلاً يليذُ بظهرهِ ** إبلاً ونسَّألُ الفَيافي أرْوَعُ
يردُ المياهَ حضيرَةً ونفيضَةً ** ورْدَ القَطاةِ إذا أسْمَأَلَّ التُبَّعُ
وبهِ إلى أخرى الصحابِ تلفُّتٌ ** وبهِ إلى المكروبِ جرْيٌ زَعْزَعُ
ويكبِّرُ القِدْحَ العنودَ ويَعْتَلي ** بأُلَي الصحابِ إذا أصابَ الوعْوعُ
سبَّاقُ عاديَةٍ وهادي سُرْبَةٍ ** ومقاتلٌ بطلٌ ودَاعٍ مِسْقَعُ
ذهبَتْ بهِ بَهْزٌ فأصبحَ جدُّها ** يعْلو وأصْبحَ جدُّ قومِي يخْشَعُ
أجعَلْتَ أسْعَدَ للرماحِ دريَّةً ** هبِلَتْكَ أمُّكَ أيَّ جرْدٍ ترْقَعُ
يا مُطعمَ الركْبِ الجياعِ إذا همُ ** حثُّوا المطيَّ إلى العلَى وتسرَّعوا
وتجاهَدُوا سيْراً فبعْضُ مطِيِّهمْ ** حسْرى مخَلِّفةٌ وبعْضٌ ظُلَّعُ
جوّابُ أوديةٍ بغيرِ صحابةٍ ** كشَّافُ داريِّ الظلامِ مشيَّعُ
هذا على إثْرِ الَّذي هوّ قبْلهُ ** وهوَ المنايَا والسبيلُ المهْيَعُ
هذا اليقينُ فكيفَ أنسَى فقدَهُ ** إنْ رابَ دهرٌ أوْ نَبا بِيَ مضجعُ
إنْ تأتِهِ بعدَ الهُدوِّ لحاجةٍ ** تدعو يُجبْكَ لها نجيبٌ أرْوَعُ
متحلِّبُ الكفَّيْنِ أمْيثُ بارِعٌ ** أنقٌ طُوالُ الساعديْنِ سميْدَعُ
سمْحٌ إذا ما الشَوْلُ حارَدَ رسْلُها ** واسْتَرْوحَ المرَقَ النساءُ الجوَّعُ
منْ بعدَ أسعدَ إذْ فُجِعْتُ بيَوْمِهِ ** والموتُ ممَّا قد يريبُ و يفْجعُ
فوَددْتُ لوْ قُبِلَتْ بأسْعدَ فديةٌ ** ممَّا يضنُّ بهِ المُصابُ الموجَعُ
غادرتْهُ يومَ الرصافِ مجدَّلاً ** خبَرٌ لعمْرُكَ يومَ ذلكْ أشْنَعُ
:
:
}
:
صورة العضو الرمزية
الأمير حسن مختار
مشاركات: 1676
اشترك في: الخميس 2008.8.28 6:26 pm
مكان: المملكة العربية السعودية - الرياض
اتصال:

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة الأمير حسن مختار »

فيا قلب مت حزناً ولا تك جازعاً
خليلي هل قيظ بنعمان راجع
ألاَ يَا حَمَامَاتَ الحِمَى عُدْنَ عَوُدَة ً
فو الله ما أبكي على يوم ميتتي
عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي
وإنِّي لمُفنٍ دَمْعَ عَيْنِيَ بِالْبُكَا
ألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَى
أحِنُّ إذا رَأيْتُ جِمَالَ قَوْمِي
ذكرت عشية الصدفين ليلى
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

[quote="الأمير حسن مختار"][align=center]فيا قلب مت حزناً ولا تك جازعاً
خليلي هل قيظ بنعمان راجع
ألاَ يَا حَمَامَاتَ الحِمَى عُدْنَ عَوُدَة ً
فو الله ما أبكي على يوم ميتتي
عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي
وإنِّي لمُفنٍ دَمْعَ عَيْنِيَ بِالْبُكَا
ألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَى
أحِنُّ إذا رَأيْتُ جِمَالَ قَوْمِي
ذكرت عشية الصدفين ليلى
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
[/quote]
نورت البوست اخي الغالي امير
[/size][/font][/b][/align]
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

الأجدع بن مالك
:
أسألتني بركائبٍ ورحالها ** ونسيتِ قتلَ فوارسِ الأرباعِ
الحارثِ بن يزيدَ ويبكِ أعولي ** حلواً شمائلهُ رحيبَ الباعِ
فلو أنَّني فوديتهُ لفديتهُ ** بأناملي وأجنَّهُ أضلاعي
ونفعتُ غيرهُ في اللِّقاءِ وفاتهُ ** نفعي وكلُّ منيَّةٍ بجماعِ
تلكَ الرَّزيَّةُ لا قلائصَ أُسلمتْ ** برحالها مشدودةَ الأنساعِ
أبلغْ لديكَ أبا عميرٍ مألكاً ** فلقدْ أنختَ بمبركٍ جعجاعِ
ولقدْ قتلنا من بنيكَ ثلاثةً ** فلتنزعنَّ وأنتَ غيرُ مطاعِ
والخيلُ تعلمُ أنَّني جاريتها ** بأجشَّ لا ثلبٍ ولا مظلاعِ
يصطادكَ الوحدَ المدلَّ بحضرهِ ** بشريحِ بينَ الشَّدِّ والإيضاعِ
يهدي الجيادَ وقد تزايلَ لحمهُ ** بيديْ فتًى سمحِ اليدينِ شجاعِ
فرضيتُ آلاءَ الكميتِ فمن يبعْ ** فرساً فليسَ جوادنا بمباعِ
إنَّ الفوارسَ قد عرفتَ مكانها ** فانعقْ بشائكَ نحو آلِ رداعِ
خيلانِ من قومي ومن أعدائهمْ ** خفضوا أسنَّتهمْ وكلٌّ ناعي
خفضوا الأسنَّةِ بينهمْ فتواسقوا ** يٌسقونَ في حللٍ من الأدراعِ
والخيلُ تنزو في الأعنَّةِ بيننا ** نزوَ الظِّباءِ تحوِّشتْ بالقاعِ
فكأنَّ قتلاها كعابُ مقامرٍ ** ضربتْ على شزنٍ فهنَّ شواعي
وهلتْ فهنَّ يسرنَ في أرماحنا ** ورفعنَ وهْوهةً صهيلَ وقاعِ
ولَحقنهُ بالجزعِ جزعِ حَبوْننٍ ** يطلبنَ أذواداً لأهلِ ملاعِ
ففدًى لهمْ أمِّي وأمُّهمُ لهمْ ** فبمثلهمْ في الوترِ يسعى السَّاعي
ولقد شددتمْ شدَّةً مذكورةً ** ولقد رفعتمْ ذكركمْ بيفاعِ
فَلتبلغنْ أهلَ العراقِ ومذحجاً ** وعكاظَ شدَّتنا لدى الإقلاعِ
أبني الحُصينَ ألم يحنكمْ بغيكمْ ** أهلَ اللِّواءِ وسادةَ المرباعِ
شهدوا المواسمَ فانتزعنا ذكرهمْ ** منهمْ بأمرِ صريمةٍ وزماعِ
أبلغْ قبائلَ مذحجٍ ولفيفها ** أنِّي حميتُ محاميَ الأجراعِ
وتركتُ أكتلَ والمخزَّمَ وابنهُ ** رهناً لوردِ لعاوسٍ وضباعِ
فلكمْ يدايَ بيومِ سوءٍ بعدها ** متكفِّلٍ بتفرُّقٍ وضياعِ
وتظلُّ جالعةُ القناعِ خريدةٌ ** لم تبدُ يوماً غيرَ ذاتِ قناعِ
أبَني منسِّفةِ استِها لا تأمنوا ** حرباً تقضُّ مضاجعَ الهجّاعِ
حتَّى تلفَّ أصارمٌ بأصارمٍ ** ويلمَّ شتُّ تفرُّقِ الأوزاعِ
وترى أبا الأبداءِ يسحبُ هدمهُ ** حيرانَ ملتجئاً إلى الأكماعِ
ولقد بلا جعلُ المخازي بأسنا ** ومحالنا في كبَّةِ الوعواعِ
فنجا ومقلتهُ يقسِّمُ لحظها ** فنَّينِ بينَ أخادعٍ ونخاعِ
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

عبيد بن الأبرص
:
أمنْ منزلٍ عافٍ ومنْ رسمِ أطلالِ ** بكيتُ وهلْ يبكي منَ الشَّوقِ أمثالي
ديارهمُ إذ همُ جميعٌ فأصبحتْ ** بسابسَ إلاّ الوحشُ في البلدِ الخالي
فإنْ تكُ غبراءُ الجُنينةِ أصبحتْ ** خلتْ منهمُ واستبدلتْ غيرَ أبدالِ
بما قدْ أرى الحيَّ الجميعَ بغبطةٍ ** بها واللَّيالي لا تدومُ على حالِ
قليلاً بها الأصواتُ إلاّ عوارفاً ** وإلاّ عراراً منْ غياهبِ آجالِ
أبعدَ بني عمِّي ورهطي وأخوَتي ** أُرجِّي ليانَ العيشِ ضلاًّ بتضْلالِ
فلستُ وإنْ أضحَوا مضَوا لسبيلهمْ ** بناسيهمْ طولَ الحياةِ ولا سالِ
ألا تقفانِ اليومَ قبلَ تفرُّقٍ ** ونأيٍ بعيدٍ واختلافٍ وأشغالِ
إلى ظُعنٍ يسلكنَ بينَ تبالةٍ ** وبينَ أعالي الخَلّ لاحقةَ التَّالي
فلمَّا رأيتُ الحادِيينِ تكشَّما ** ندمتُ على أنْ يذهبَا ناعِمي بالِ
رفعْنا عليهنَّ السِّياط فقلّصتْ ** بنا كلُّ فتلاءِ الذِّراعينِ مرقالِ
خلوجٌ برجْليها كأنَّ فروجَها ** فيافي سهوبٍ حينَ يُحتثُّ في الآلِ
فألحقْنا بالقومِ كلُّ دِفِقَّةٍ ** مصدَّرةٍ بالرَّحلِ وجناءَ شمْلالِ
فأُبنا ونازعنَ الحديثَ أوانساً ** عليهنَّ جيشانيَّةٌ ذاتُ أغيالِ
فملنَ إلينا بالسَّوالفِ وانتحى ** بنا القولُ فيما يشتَهي المرحُ الخالي
كأنَّ صباً جاءتْ بريحِ لطيمةٍ ** من المسكِ لا تُسطاعُ بالثَّمنِ الغالي
وريحِ الخُزامى في مذانبِ روضةٍ ** جَلا دِمنها سارٍ من المزنِ هطَّالِ
cranshy
مشاركات: 16
اشترك في: الأربعاء 2016.3.2 9:30 am
مكان: cranshy
اتصال:

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة cranshy »

رووووووووووووووووووووووعة
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

الروعة توجدك cranshy
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

النابغة الجعدي
:
تَذَكَّرتُ وَالذّكرَى تُهيِّجُ للفَتَى ** وَمِن حَاجَةِ المَحزُونِ أَن يَتَذَكَّرا
نَدامايَ عِندَ المُنذِرِ بِنِ مُحَرِّقٍ ** أَرَى اليَومَ مِنهُم ظاهرَ الأَرضِ مُقفِرا
تَقَضّى زَمَانُ الوَصلِ بَيني وَبَينَها ** وَلَم يَنقَصِ الشوقُ الَّذي كانَ أَكثَرا
وَإِنِّي لأَستَشفي برُؤيةِ جارِها ** إِذا ما لِقَاؤُها عَليَّ تَعَذَّرا
وَأُلقي عَلى جِيرانِها مَسحةَ الهَوى ** وَإِن لَم يَكُونُوا لي قَبيلاً وَمَعشَرا
تَرَدَّيتُ ثَوبَ الذُلِّ يَومَ لَقيتُها ** وَكانَ رِدَائي نَخوةً وَتَجَبُّرا
حَسِبنا زَماناً كُلَّ بيضاءَ شَحمَةً ** لَيَالِيَ إِذ نَغزُو جُذاماً وحِميَرا
إِلى أَن لَقِينا الحيَّ بَكرَ بِنَ وَائلٍ *** ثَمانِينَ ألفاً دارِعِينَ وحُسَّرا
فَلَمّا قَرَعنا النّبعَ بِالنّبعِ بَعضَهُ ** بِبَعضٍ أَبَت عِيدَانُهُ أَن تُكسَرا
سَقَيناهُمُ كَأساً سَقَونا بِمِثلِها ** وَلَكِنَّهُم كانُوا عَلى المَوتِ أصبَرا
إِذا المَرءُ لَم يَطلُب مَعاشاً يَكُفُّهُ ** شَكا الفَقرَ أَو لاَمَ الصَديقَ فأَكثَرا
وَلا خَيرَ في جَهلٍ إِذا لَم يَكُن لَهُ ** حَلِيمٌ إِذا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا
أُقِيمُ عَلى التَقوَى وَأَرضَى بفِعلِهِ ** وَكُنتُ مِنَ النارِ المَخُوفَةِ أَوجَرا
إِذا الوَحشُ ضَمَّ الوَحشَ في ظُلُلاَتِها ** سَوَاقِطُ مِن حَرٍّ وَقَد كانَ أَظهَرا
وَكَلباً وَلَخماً لَم نَزَل مُنذُ أَحمَضَت ** يُحَمِضُنا أَهلُ الجَنابِ وَخيبَرا
مُنَكِّبَ رَوقَيهِ الكِناسَ كَأَنَّهُ ** مُغَشًّى غَمىً إِلاَّ إِذا ما تَنَشَّرا
وَإِنَّ امرأً أَهدَى إِليكَ قَصِيدةً ** كَمُستَبضِعٍ تَمراً إِلى أَرضِ خَيبَرا
فَمَن يَكُ لَم يَثأَر بِأَعراضِ قَومِهِ ** فَإِنِّي وَرَبِّ الرَاقِصاتِ لأَثأَرا
فَقَرَّبتُ مِبراةً تَخالُ ضُلُوعَها ** مِن الماسِخِيَّاتِ القِسيَّ المُوَتَّرا
بِنَفسِي وَأَهلِي عُصبَةً سَلَمِيَّةً ** يُعِدُّون للهَيجا عَناجِيج ضُمَّرا
وَقالُوا لَنا أَحيُوا لَنا مَن قَتَلتُمُ ** لَقَد جِئتُمُ إِدًّا مِن الأَمرِ مُنكَرا
وَلَسنا نَرُدُّ الرَوحَ في جِسمِ مَيّتٍ ** وَكُنّا نُسِيلُ الرَوحَ مِمَّن تَنشَّرا
نُميتُ وَلا نُحيِي كَذَلِكَ صُنعُنا ** إِذا البَطَلُ الحَامِي إِلى الموتِ أَهجَرا
مَلَكنا فَلَم نَكشِف قِناعاً لِحرَّةٍ ** ولَم نَستَلِب إِلاَّ القِنَاعَ المسمَّرا
وَلَو أَنَّنا شِئنا سِوى ذاكَ أَصبَحَت ** كَرائِمُهُم فِينَا تُباعُ وَتُشتَرى
وَلكنَّ أَحساباً نَمَتنا إِلى العُلى ** وَآباءَ صِدقٍ أَن نَرُومَ المحقَّرا
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

نــظـــــــــــــرة
للــشاعـــر: محمد فـتح الـرحمـن
أحــــببتها من نظــــرة واحــدة فـتـوالت علــيها النظــرات
فـوجــدت فــيها كــل ما أصــــبو إلــــيه مـــن صــــــفات
أســـــرتني بجـــــمالها المــياس وصـوتها العـذب الفـرات
سحــــرتني بعـــينـيها الـواســـعات الجــفـن الكــاحــــلات
جــــذبتـنـي بقــــوامــها الـــلادن ونعـــومــة الــوجــــنات
تـاهـــت أفـكــاري مــــابين الــــبوح بالــحب او الســكات
فكيف أبوح لها بحـبي وهي صغيرة لاتعرف للحب سمات
وكـيف أبارحها والقـلب ينـطق إسمها من خـلال الـنبضات
تمـلــكت قــلــبي وإذا غــادرته تجــده قـــد فــارق الحـــياة
ســــأنتظــرها ونيــــران الحـــب فـي قـلـــبي مـضــرمات
ســــأصــبر عـلـى عــــذابها حـــتى يــأتي المــــــيقـــــات
فتعـــرف معـــنى الحــب وتجـــيد قـــراءة الكـــلمــــــــات
وعـن حــبي لــها أحـــدثها فـتبـادلــني بتــلك العــــــبارات
فـتخــــتارني حــبيــب لــها ونــرزق بالـبنيــن والــبنـــات
فـتســــعدني وأســــعدهــا وتعــشـــقــني مـــدى الحـــــيا
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

عــــقـــد الجــــواهـــــــــر

للشاعر : محمد فتح الرحمن

يا عـقـــــــد الجـــــــواهــر المــــــنظــوم وما مـــنـثــور

يا لـــدر المصــــون محـــــــــروس بصــورة النــور

يا فـلــــــق الصـــــــباح يشـــــــــع مـن جـبـيـنـك نور

فــــــاق نــور الـقــمــــر الـطـــــابـق إثـــــنيــــن دور

مـن حــــور الـعـــــيون إحـتــــارن بـــنـات الحــــــور

في الــقـــــــمر الــبــتـاتــي والـطــــــريـف محـــــوور

إحــتارن في جـمال الوجـنتيـن مع بســمة فـرح وسرور

دي لو بســـمت بتــلقى الـكل بضحـك بي وراها شـهور

حـلاة الشــامـه في خـديـدك وانا قلـــبي بيــك مسحــور

ســاحــرني الـقـوام الفـارع مقـيـاس للجمــال دســـتور

ياملــــكة نســـاء الـكـــون عليـــك الجمـــال محصور

يا نـاس ده جمـــــــال طـبيـــــعي مــافــــيه ذرة زور

فـــي الـشــــــرف والـــــنزاهه مثيـــلـكـ مامـنظــور

لابســــة الحشــــمه تـوب واســع والعـرض مسـتور

كـــلامك دهــب يتســـــاقط مـن فـــاك كــما البـلور

يتنـاثر عليــنا شـــذاه يفــوح عــبق مسـك وعـطور

يعطــــر ديــارنا دوام مـع نســـمة دعــاش ممـطور

والصوت الشجي الرنان هديل حمامه معاها طيور

يتغـــنن بيه علــي القمــره يـوم طيفك ليــنا يزور

يقوم في الصبـاح البـاكر يغـرد في رباك عصفور

يفر جنحــيه عليـــنا بـي فـيـض الحــنان مغمــور

يسوق الـشـوق خطواتي عليك أمشي تجـاه النـور

كـيف اصـل للقمـره كـيف اطــير والجــناح مكــسور

اقول مشـــتاق لي لقيــاك تحرمـني من لـقـاك بحـور

بحــر الـهـم كــبير واســع وين الــقى لــيه جــسور

بحــر الشــوق كــبير واســع وين الـقى لــيه جــسور

بحــر الـريد كــبيـر واســع وين الــقى لــيه جــســور

يقــولــوا اصلـوا مــاممـكن تعـــبر والبحــــر بيثـور

اقــيف في القــيفه واتامـــل لازم ارضى بالـمقــدور

ارجع اجـرجــر اثواب الحـزن انا علي لقـاك محســور

بقــيت مـا لي غـير كلــمات اكــتبه في صفـاك سـطــور

اسطـــر شعـــري فــيك غنوات بالحان غـنى الطمـبور
صورة العضو الرمزية
ميرفابي
مشاركات: 2865
اشترك في: الخميس 2015.1.15 10:56 pm
مكان: بين الخرطوم وبورتسودان

رد: منوعات من الشعر

مشاركة بواسطة ميرفابي »

[align=center][align=center]البحتري
:
مُنى النَفسِ في أَسماءَ لَو تَستَطيعُها ** بِها وَجدُها مِن غادَةٍ وَوَلوعُها
وَقَد راعَني مِنها الصُدودُ وَإِنَّما ** تَصُدُّ لِشَيبٍ في عِذاري يَروعُها
حَمَلتُ هَواها يَومَ مُنعَرَجِ اللِوى ** عَلى كَبِدٍ قَد أَوهَنَتها صُدوعُها
وَكُنتُ تَبيعَ الغانِياتِ وَلَم يَزَل ** يَذُمُّ وَفاءَ الغانِياتِ تَبيعُها
وَحَسناءَ لَم تُحسِن صَنيعاً وَرُبَّما ** صَبَوتُ إِلى حَسناءَ سَيءٌ صَنيعُها
عَجِبتُ لَها تُبدي القِلى وَأَوَدُّها ** وَلِلنَفسِ تَعصيني هَوىً وَأُطيعُها
تَشَكّى الوَجا وَاللَيلُ مُلتَبِسُ الدُجى ** غُرَيرِيَّةُ الأَنسابِ مَرتٌ بَقيعُها
وَلَستُ بِزُوّارِ المُلوكِ عَلى الوَجا ** لَئِن لَم تَجُل أَغراضُها وَنُسوعُها
تَؤُمُّ القُصورَ البيضَ مِن أَرضِ بابِلٍ ** بِحَيثُ تَلاقى غَردُها وَبَديعُها
إِذا أَشرَفَ البُرجُ المُطِلُّ رَمَينَهُ ** بِأَبصارِ خوصٍ قَد أَرَثَّت قُطوعُها
يُضيءُ لَها قَصدَ السُرى لَمَعانُهُ ** إِذا اِسوَدَّ مِن ظَلماءِ لَيلٍ هَزيعُها
تَزورُ أَميرَ المُؤمِنينَ وَدونَهُ ** سُهوبُ البِلادِ رَحبُها وَوَسيعُها
إِذا ما هَبَطنا بَلدَةً كَرَّ أَهلُها ** أَحاديثَ إِحسانِ نَداهُ يُذيعُها
حَمى حَوزَةَ الإِسلامِ فَاِرتَدَعَ العِدى ** وَقَد عَلِموا أَلّا يُرامَ مَنيعُها
وَلَمّا رَعى سِربَ الرَعِيَّةِ ذادَها ** عَنِ الجَدبِ مُخضَرُّ البِلادِ مَريعُها
عَلِمتُ يَقيناً مُذ تَوَكَّلَ جَعفَرٌ ** عَلى اللَهِ فيها أَنَّهُ لايُضيعُها
جَلا الشَكُّ عَن أَبصارِنا بِخِلافَةٍ ** نَفى الظُلمَ عَنّا وَالظَلامَ صَديعُها
هِيَ الشَمسُ أَبدى رَونَقَ الحَقِّ نورُها ** وَأَشرَقَ في سِرِّ القُلوبِ طُلوعُها
أَسيتُ لِأَخوالي رَبيعَةَ إِذ عَفَت ** مَصانِعُها مِنها وَأَقوَت رُبوعُها
بِكُرهِيَ أَن باتَت خَلاءً دِيارُها ** وَوَحشاً مَغانيها وَشَتّى جَميعُها
وَأَمسَت تَساقى المَوتَ مِن بَعدِ ما غَدَت ** شُروباً تَساقى الراحَ رِفهاً شُروعُها
إِذا اِفتَرَقوا عَن وَقعَةٍ جَمَعَتهُمُ ** لِأُخرى دِماءٌ ما يُطَلُّ نَجيعُها
تَذُمُّ الفَتاةُ الرودُ شيمَةَ بَعلِها ** إِذا باتَ دونَ الثَأرِ وَهوَ ضَجيعُها
حَمِيَّةُ شَغبٍ جاهِلِيٍّ وَعِزَّةٍ ** كُلَيبِيَّةٍ أَعيا الرِجالَ خُضوعُها
وَفُرسانُ هَيجاءِ تَجيشُ صُدورُها ** بِأَحقادِها حَتّى تَضيقَ دُروعُها
تُقَتِّلُ مِن وِترٍ أَعَزَّ نُفوسِها ** عَلَيها بِأَيدٍ ماتَكادُ تُطيعُها
إِذا اِحتَرَبَت يَوماً فَفاضَت دِماؤُها ** تَذَكَّرَتِ القُربى فَفاضَت دُموعُها
شَواجِرُ أَرماحٍ تُقَطِّعُ بَينَهُم ** شَواجِرَ أَرحامٍ مَلومٍ قُطوعُها
فَلَولا أَميرُ المُؤمِنينَ وَطولُهُ ** لَعادَت جُيوبٌ وَالدِماءُ رُدوعُها
وَلَاِصطُلِمَت جُرثومَةٌ تَغلِبِيَّةٌ ** بِها اِستُبقِيَت أَغصانُها وَفُروعُها
رَفَعتَ بِضَبعَي تَغلِبَ اِبنَةِ وائِلٍ ** وَقَد يَئِسَت أَن يَستَقِلَّ صَريعُها
فَكُنتَ أَمينَ اللَهِ مَولى حَياتِها ** وَمَولاكَ فَتحٌ يَومَذاكَ شَفيعُها
لَعَمري لَقَد شَرَّفتَهُ بِصَنيعَةٍ ** إِلَيهِم وَنُعمى ظَلَّ فيهِم يُشيعُها
تَأَلَّفَهُم مِن بَعدِ ماشَرَّدَت بِهِم ** حَفائِظُ أَخلاقٍ بَطيءٍ رُجوعُها
فَأَبصَرَ غاويها المَحَجَّةَ فَاِهتَدى ** وَأَقصَرَ غاليها وَدانى شُسوعُها
وَأَمضى قَضاءَ بَينَها فَتَحاجَزَت ** وَمَخفوضُها راضٍ بِهِ وَرَفيعُها
فَقَد رُكِزَت سُمرُ الرِماحِ وَأُغمِدَت ** رِقاقُ الظُبا مَجفُوَّها وَرَفيعُها
فَقَرَّت قُلوبٌ كانَ جَمّاً وَجيبُها ** وَنامَت عُيونٌ كانَ نَزراً هُجوعُها
أَتَتكَ وَقَد ثابَت إِلَيها حُلومُها ** وَباعَدَها عَمّا كَرِهَت نُزوعُها
تُعيدُ وَتِبدي مِن ثَناءٍ كَأَنَّهُ ** سَبائِبُ رَوضِ الحَزنِ جادَ رَبيعُها
تَصُدُّ حَياءً أَن تَراكَ بِأَوجُهٍ ** أَنى الذَنبَ عاصيها فَليمَ مُطيعُها
وَلا عُذرَ إِلّا أَنَّ حِلمَ حَليمِها ** تَسَفَّهَ في شَرٍّ جَناهُ خَليعُها
وَمُشفِقَةٍ تَخشى الحِمامَ عَلى اِبنِها ** لِأَوَّلِ هَيجاءٍ تَلاقى جُموعوها
رَبَطتَ بِصُلحِ القَومِ نافِرَ جَأشِها ** فَقَرَّت حَشاها وَاِطمَأَنَّت ضُلوعُها
بَقيتَ فَكَم أَبقَيتَ بِالعَفوِ مُحسِناً ** عَلى تَغلِبٍ حَتّى اِستَمَرَّ ظَليعُها
[/align][/align][/size]
أضف رد جديد

العودة إلى ”همس القصيد“