صفحة 1 من 1

روائع القصص من القرآن الكريم

مرسل: الأحد 2009.12.6 9:39 am
بواسطة ود الباشا
إن الله ربى وربكم وأنا على ذلك من الشاهدين والصلاة والسلام على المبعوث هدىً ورحمةً للعالمين وأنا من المصدقين ، اللهم أغفر للسابقين واللاحقين من المؤمنين . ما أجمل كلام الله رب العالمين وما أعظم دروسه !! القُرآن العظيم يخبرنا بكثير من القصص لنستقى العِبر . ارجو منكم أن تتاملوها فهى مليئة بالبلاغة ودقة التصوير وكيف لا تكون كذلك وهى من كلام الذى علّم بالقلم . وهذه إحدى الدروس .

قابيل وهابيل
لننظر إلى أول جريمة قتل حدثت فى الأرض . ولنتمعن فى أسبابها لكى نتجنبها ونسد على إبليس اللعين باب من أبواب الإغواء ولنمنع أنفسنا من السير فى دروب جهنم . كان قابيل أكبرهما .
قابيل وهابيل في الاسلام :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تبارك وتعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ َ* لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ* فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتي أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } (سورة المائدة آية 27 - 31).
تتلخص قصة هابيل وقابيل أن حواء عليها السلام ولدت أربعين بطناً وكانت تلد في كل بطن ذكراً وأنثى، وكان سيدنا آدم عليه السلام يُزوج ذكر كل بطن بأنثى من بطن آخر ، وكانت أخت هابيل دميمة وأخت قابيل وضيئة .يقال إن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل لكن قابيل أراد أن يستأثر بها ، فأبى آدم عليه السلام ذلكإلا أن يقربا قرباناً وهو ما يتقرب به إلى الله تعالى فمن تقبل منه فهي له .وذهب آدم إلى مكة ينظر إليها قال الله عز وجل :هل تعلم أن لي بيتاً في الأرض. قال :اللهم لا .قال: إن لي بيتاً في مكة فآته فقال آدم للسماء احفظي ولدي بالأمانة فأبت وقال للأرض فأبت وقال للجبال فأبت فقال لقابيل فقال نعم تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسركّ ، وقرّب كل واحد منهما قربانه بعد ذهاب أبيهم عليه السلام ، وكان قابيل يفخر عليه فقال :أنا أحق بها منك هي أختي وأنا أكبر منك وأنا وصي والدي .فقرَّب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم {كبش أعين أقرن أبيض وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم عليه السلام} ، وأما قابيل فقرب حزمة من زرع رديء وكان صاحب زرع{ أشر حرثه الكودن والزوان غير طيبةبها نفسه } ، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل ، فغضب قابيل غضباً شديداً وقال لأخيه هابيل لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال له : إنما يتقبل الله من المتقين .وذات ليلة أبطأ هابيل في المرعى فبعث سيدنا آدم عليه السلام (وكان قد رجع من الحج) أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب إذ هو به، فقال له: تقبل منك ولم يتقبل مني، فقال له هابيل:قرّبت أطيب مالي وقرّبت أنت أخبث مالك وإن الله لا يقبل إلا الطيب إنما يتقبل الله من المتقين، فغضب عندئذ قابيل، ثم أتاه وهو نائم فرفع صخرة فشدخ بها رأسه، وقيل خنقه خنقاً شديداً وعضاً كما تقتل السباع . وأما قول هابيل لقابيل: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) فمعناه أريد ترك مقاتلتك وإن كنت أشد منك واقوى ولا أقابلك على صنيعك الفاسد بمثله فأكون أنا وأنت سواء في الخطيئة.ولهذا ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا تواجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : ( إنه كان حريصا على قتل صاحبه).عن سعد بن أبي وقاص قال : فقلت يا رسول الله أرأيت إن دخل بيتي وبسط يده ليقتلني؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كن كابن آدم " وتلا " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ".قال أيوب السختياني : إن أول من أخذ بهذه الآية من هذه الأمة " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين "لعثمان بن عفان رضي الله عنه .
{ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ (29)} فتتحملُ إثم قتلي مع ما لك من الآثام المتقدمة قبل ذلك . وهذا الكلام متضمن موعظة له لو اتعظ وزجر له لو انزجر .وقال ابن عباس : خوفه بالنار فلم ينته ولم ينزجر . لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. وتقبل القربان الذي أخلص فيه لله عز وجل ففاز المقتول بوضع الآثار والدخول إلى الجنة وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة في الدارين.و كان المقتول أشد الرجلين ولكن منعه التحرج أن يبسط يده إلى أخيه .وقال إسماعيل بن رافع المدني القاص بلغني أن ابني آدم لما أمرا بالقربان كان أحدهما صاحب غنم وكان أنتج له حمل في غنمه فأحبه حتى كان يؤثره بالليل وكان يحمله على ظهره من حبه حتى لم يكن له مال أحب إليه منه فلما أمر بالقربان قربه لله عز وجل فقبله الله منه فما زال يرتع في الجنة حتى فُدي به ابن إبراهيم عليه السلام .وقيل : لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته ، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله ، كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض، ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عُرف بعد.وكره أن يأتي به آدم فيحزنه ، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر ، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها ، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه ، فقال عندها قابيل : {يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي} (سورة المائدة/31) ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب. وليعلم أن إبن آدم قابيل الذي قتل أخاه هابيل كان مسلماً مؤمناً ولم يكن كافراً ، وإنما ارتكب معصية كبيرة بقتله أخاه هابيل ظلماً وعدواناً وحسداً لَهُ فِيمَا وَهَبَهُ اللَّه مِنْ النِّعْمَة .اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. نقص أبناء آدم واحداً. وكسب الشيطان واحداً من أبناء آدم. قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزناً شديداً على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. والظاهر أن قابيل عوجل بالعقوبة كما ذكره مجاهد وابن جبير أنه علقت ساقه بفخذه يوم القيامة وجعل الله وجهه إلى الشمس حيث دارت عقوبة له وتنكيلا به وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم " وقد اجتمع في فعل قابيل هذا وهذا فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فائدة: روى الجماعة سوى أبي داود وأحمدُ في مسنده عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على إبن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل ) أي ظلمًا. فعُلم من ذلك ان قابيل ما تاب من قتله لهابيل.
قالوا فى طريقة قتله :[/size][/B]
وقال ابن جرير : لما أراد أن يقتله جعل يلوي عنقه فأخذ إبليس دابة ووضع رأسها على حجر ثم أخذ حجرا آخر فضرب به رأسها حتى قتلها وابن آدم ينظر ففعل بأخيه مثل ذلك . رواه ابن أبي حاتم وقال عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال : أخذ برأسه ليقتله فاضطجع له وجعل يغمز رأسه وعظامه ولا يدري كيف يقتله فجاءه إبليس فقال أتريد أن تقتله ؟ قال نعم قال : فخذ هذه الصخرة فاطرحها على رأسه قال فأخذها فألقاها عليه فشدخ رأسه ثم جاء إبليس إلى حواء مسرعا فقال : يا حواء إن قابيل قتل هابيل فقالت له : ويحك وأي شيء يكون القتل قال لا يأكل ولا يشرب ولا يتحرك قالت ذلك الموت قال فهو الموت فجعلت تصيح حتى دخل عليها آدم وهي تصيح فقال : ما لك فلم تكلمه فرجع إليها مرتين فلم تكلمه فقال : عليك الصيحة وعلى بناتك وأنا وبني منها برآء .
وبجبل قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها مغارة الدم، ذُكر بأنها المكان الذي قتل قابيل أخاه هابيل عندها، والله أعلم بصحة ذلك.
إنما يتقبل الله من المتقين أي ممن اتقى الله في فعله .عن إبن مالك المقري قال : سمعت أبا الدرداء يقول : لأن أستيقن أن الله قد تقبل لي صلاة واحدة أحب إلي من الدنيا وما فيها إن الله يقول ( إنما يتقبل الله من المتقين ).عن معاذ بن جبل قال :يُحبس الناس في بقيع واحد فينادي مناد أين المتقون ؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر قلت من المتقون ؟ قال : قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان وأخلصوا العبادة فيمرون إلى الجنة .عن أبي ذر قال : ركب النبي صلى الله عليه وسلم حمارا وأردفني خلفه وقال : " يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع قال: الله ورسوله أعلم قال : " تعفف " قال : " يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد يعني القبر كيف تصنع " قلت : الله ورسوله أعلم قال : " اصبر " قال : " يا أبا ذر أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع " قال : الله ورسوله أعلم قال : " اقعد في بيتك وأغلق عليك بابك " قال : فإن لم أترك قال : " فات من أنت منهم فكن منهم " قال : فآخذ سلاحي قال :" فإذا تشاركهم فيما هم فيه ولكن إذا خشيت أن يروعك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه وإثمك "
تفسير إبن كثير

ربِّ ابن لى عندك بيتاً فى الجنة
رب اغفر لى ولوالدىّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
رسولنا أب وجهاً صبيح الجمّل القول والمديح
صلاة وسلم بلا قياس عَد ما إتحركت أنفاسى
يا شفيع الناس عند الممات تقيف عند راسى
إتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن

رد: روائع القصص من القرآن الكريم

مرسل: السبت 2009.12.26 7:48 pm
بواسطة الهنوف
خيو قصص رائعة رائعة
صورة

دمت بحفظ الرحمن ؛؛؛؛؛؛

رد: روائع القصص من القرآن الكريم

مرسل: الأحد 2009.12.27 8:05 am
بواسطة محمد صلاح الدين
اللهم ذدنى علما
تشكر ياملك
موضوع جميل