الخرس الزوجى ظاهرة تطفو على السطح ( موضوع للحوار الجاد )

يهتم بالحوارات والنقاشات الجادة فقط الرجاء الالتزام !!

المشرف: بانه

أضف رد جديد
بشارابى
مشاركات: 95
اشترك في: الأحد 2008.7.20 2:10 pm
مكان: السعوديه

الخرس الزوجى ظاهرة تطفو على السطح ( موضوع للحوار الجاد )

مشاركة بواسطة بشارابى »

الخرس الزوجي ظاهرة تطفو على السطح! [/size]كتبت: هناء المحروس


قدم الدكتور شبر القاهري استشاري الأمراض النفسية محاضرة حول (فن التواصل بين الأزواج) خصصت للأزواج والزوجات حيث كشف المحاضر عن العديد من الأساليب العلمية الهامة التي تساعد على تمتين العلاقة الزوجية من خلال خلق لغة تواصل بين الزوجين.فالعلاقة الزوجية لا تنحصر تأثيراتها السلبية والإيجابية في طرفي العلاقة فقط، أي الزوج والزوجة، وإنما تمتد إلى جميع أفراد الأسرة وهنا تكمن أهمية العمل على تمتين بيت الزوجية وحمايته من التصدع لأن في ذلك حماية لأركان الأسرة التي هي نواة المجتمع.

يعرف الدكتور شبر القاهري فن التواصل بالقول انه طريقة أو أسلوب لتبادل المعلومات والمشاعر بين الزوجين وقد يكون تواصلا لفظيا أو تواصلا جسديا (لغة الجسد)، وله خصائص عدة مثل ما يصدر عن المتلقي من أقوال وأفعال، ومهارات يتعامل بها مع الرسالة الموجهة إليه ونوعية إجاباته عن الأسئلة الموجهة إليه حول فهم محتوى الرسالة أو تحديد مكوناتها وكذلك ما يطرحه المتلقي من تساؤلات وما يثيره من إشكاليات ذات علاقة بمضمون الرسالة.
التواصل والمعوقات
وعن تقنيات التواصل يقول ان الشخص المتكلم قد يكون واعيا إلى انه قد ارتكب خطأ وانه يريد فقط أن يخرج ما بداخله من ضيق، وفي هذه الحالة ليس من الصحيح توجيه الانتقاد إليه لان ذلك سيجعله يحجم عن الاستمرار في الحديث. ويضيف: انه في حالة قيام أي من الطرفين بالحديث لا يجب على الطرف الآخر محاولة إقناعه بعكس ما يحاول قوله، إذ انه ببساطة يحاول أن يصف طبيعة إحساسه وشعوره، بل المهم الاستماع له للنهاية مع تأكد الطرف المستمع من أن لديه الوقت الكافي للرد على ما يقوله عندما ينتهي من الكلام.
وأكد أهمية ترك باب الحوار مفتوحا على مصراعيه وتبادل الأفكار والحوارات الهادفة، وعدم اللجوء إلى إنهاء الموضوع بالإجبار أو بالصراخ لأن ذلك دليل ضعف، فإذا كان أي من الطرفين أو كلاهما يملك مهارات جيدة في الحوار فلابد أن يتوصل الطرفان إلى نقطة تفاهم، إما إذا كانا غير مجهزين بهذه المهارات فقد لا يتوصلان إلى أي نقطة وسيعودان إلى نقطة الصفر.
ويشير إلى أن هناك عوائق تحول دون خلق جو من التواصل بين الزوجين مثل صمت الأزواج وقد أكدت الأبحاث أن تسعا من كل عشر سيدات يعانين صمت الأزواج وانعدام المشاعر من جانبهم، كما أشارت الإحصاءات أيضاً إلى أن 79% من حالات الانفصال تعود إلى عدم تعبير الزوج عن عواطفه للزوجة وعدم وجود حوار يربط بينهما.
قد يرجع هذا الصمت إلى الاختيار الخاطئ أو السريع وعدم فهم الطرفين بعضهما لبعض بشكل جيد، فيحدث الانسحاب بعد الزواج، وقد يرجع أيضا إلى تركيز كل منهما على ذاته والاهتمام برغباته الشخصية من دون مراعاة للطرف الآخر. كما قد تؤثر الهموم المادية في نفسية الزوجين أو في أحدهما، فينطوي وينشغل بها عن علاقته بالطرف الآخر، ويظن بعضهم ومعظمهم من الرجال أن الأفعال تغني عن الأقوال، ولكن المرأة دائماً تحتاج إلى الكلام، وأحيانا يصل الحب بين الأزواج إلى درجة الإحساس بالملكية ومحاولة الاستحواذ الكامل على شريك الحياة، متناسين أن الحب يرتوي ويترعرع بالكلمات الجميلة وتبادل الآراء والمشاركة الوجدانية والأخذ والعطاء.
المرأة والرجل
ويؤكد أن الأبحاث العلمية أثبتت أن المرأة أكثر تواصلا من الرجل وفي حين ان المرأة أكثر تعبيرا عن مشاعرها على خلاف الرجل، فإن الرجل يكون أكثر صمتاً، وهذا ما يؤكده الدكتور هاشم عبدالرؤوف، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر حيث يرى أن المرأة أفضل من الرجل في السرد والتواصل باللغة، وهذا ليس بالشيء الجديد فالدراسات أثبتت ذلك، بل أثبتت قدرتها على إتقان اللغات وحفظ أكبر قدر من المفردات والمترادفات منه، ليس بحكم أنها تحب الكلام أو الثرثرة، كما يدعي بعضهم، ولكن نتيجة لتكوين عقلها الذي يستوعب الأحاديث ومفردات الكلام بصورة أسرع، ولهذا يقع عليها عبء تجنب الخرس الزوجي الذي تصاب به معظم الزيجات.كما يضيف أن على المرأة التعامل مع زوجها وكأنه طفل كبير تسحبه لمشاركتها الحديث والبوح بما في صدره من دون إجبار، ومن ثم ستصبح عادته أن يتكلم معها ويشاطرها الحديث، ويؤكد الدكتور "عبدالرؤوف" أن الصمت، أو الخرس، الزوجي ليس كل المشكلة، فهناك بعض النساء اللاتي يتحدثن مع أزواجهن في محاولة لجذب أزواجهن إلى دائرة الحديث من دون أن تنجح محاولاتهن، لأن الزوج يظل على حاله رافعا فيها شعار الصمت التام أو الموت الزؤام.
سلبية الصمت الأسري
ويحذر الدكتور شبر القاهري من مخاطر الصمت على الأطفال إذ يقول ان حالة الصمت الرهيب هذه لن تؤثر في الزوج والزوجة فقط، فتهدد حياتهما معا، لكنها تلقي بظلالها الكئيبة على الأبناء أيضاً، فقد أكدت أكثر من دراسة أن الطفل الذي ينشأ في أسرة تفتقد التواصل الكلامي - فن الحوار - لن يستطيع أن يحسن التعبير عن نفسه، وقد يصبح انطوائيا لا يمكنه إقامة علاقات ببساطة مع الآخرين. كما أن كثرة الصدام بين الزوجين بعد انعدام الحوار بينهما تؤدي إلى نشوء أطفال فاقدي الحس الأسري، وقيمة الحياة الأسرية، فيهرب الكثير منهم خارج المنزل للتخلص من مشكلات الأبوين، ولكن حين يكون هدف الزوجين واحدا وهو تربية الأبناء ومناقشة أفضل السبل لضمان تعليمهم وصحتهم وكل ما يتعلق بهم مهما كان صغيرا فهذا يزيد من التقارب والحب.
ويرى الدكتور شبر القاهري أن الصمت بين الزوجين ربما يرجع السبب فيه إلى اختلاف طبيعة الاهتمامات، فمثلاً المرأة لكونها عاطفية أكثر والرجل عملياً أكثر فاهتماماتهما تختلف، ولذا فقد كشف العديد من الدراسات أن الموضوعات التي يحب الرجل الحديث عنها تختلف عما تحب المرأة فنجد أن 60% من الرجال يتحدثون عن الرياضة والسياسة والقضايا المطروحة على الساحة بينما 18% منهم فقط يتحدثون عن أنفسهم وحياتهم الخاصة، أما النساء فتفضل 41% منهن الحديث عن المشاعر والعلاقات الإنسانية.
ويضيف أن البحوث والدراسات قد أثبتت أيضا أن كلا من المرأة والرجل لديه لغة مختلفة وربما كان ذلك من الأسباب الرئيسة للتباعد بينهما، فالمرأة ذات طبيعة عاطفية تفضل استرجاع المواقف الرومانسية الحالمة وتحب التحدث عنها مع الرجل، بعكس الزوج الذي يجد صعوبة في تذكر التفاصيل التي تشكل الصورة في حياة المرأة مثل شكل الأثاث أو ألوان المفروشات أو نوع الزهور الذي كان يزين المائدة.
مشاكل عدم التواصل
وعن بعض المشاكل التي تنتج عن سوء التواصل يقول الدكتور شبر القاهري انها قد يؤدي إلى الخيانة الزوجية وتأثيرها على الأطفال وعلى صحة الزوجين والحياة الجنسية بين الزوجين كما يشجع على تدخل الآخرين بالحياة الزوجية ويؤدي إلى هروب الزوج من المنزل وإلى الطلاق كما قد يؤدي إلى استخدام العنف بين الزوجين وكذلك الاختلاف في المستوى الثقافي بين الزوجين.
ولإيجاد حل لهذه المشكلة يرى الدكتور شبر القاهري أهمية تحسين التواصل ويقول ان 90% من الأزواج السعداء قالوا انهم راضين عن أسلوبهم في تبادل الحديث وأن 83% من الأزواج السعداء قالوا ان شركاءهم مستمعون جيدون وان الحوار يسير بسلاسة محققا الرضا للطرفين.
ويضيف أن هذا لا يعني أن تستمر الثرثرة بلا انقطاع أو الاكتفاء بردود سريعة، بل ان نوعية التواصل هي المهمة وليس كم الحديث، فقد يتحدث الزوجان طويلا عما سمعاه في نشرة الأخبار أو عما تناولاه على العشاء ولكن لا يتناقشان في أمور حياتهما الزوجية، ومن ثم لا يفهمان مشاعر ونوايا بعضهما البعض، وهكذا تنشأ المشاكل والتضارب.
وللتغلب على مشاكل التواصل يرى الدكتور شبر القاهري أهمية الخروج عن الروتين المنزلي، والجلوس سويا بعيدا عن التشتت والأنشطة الرسمية كالمطاعم والمسارح بل اختيار مكان هادئ أو استثمار إجازة نهاية الأسبوع في قضاء يومين معا بأحد الشاليهات عندها سيجد الطرفان أن الحوار صار أسهل والموضوعات صارت أعمق ويشدد على أهمية تفادي اختيار الردود الأحادية الكلمة التي تكثر في لحظات التعب أو الضيق أثناء النقاش.
ويشير إلى أهمية الاتفاق على السلوك المالي حيث يقول ان 80% من الأزواج السعداء قالوا انهم لا يجدون أي صعوبة في اتخاذ القرارات المالية ومن المؤكد أن الزوجين ارتبطا على أمل أن يعمل كل منهما ما في وسعه لزيادة دخله وتوفير مدارس أفضل للأبناء والسفر في الصيف، وقد يفكر الزوج أيضا في إنشاء مشروع خاص به كي يهدأ إيقاع حياته فيستمتع أكثر مع الأسرة.ولكن هل يستطيع أي زوجين أن يستمرا في الحياة معا لو تضاربت أهدافهما؟
ويضيف الدكتور القاهري أن هذا هو أهم عنصر من عناصر طول عمر العلاقة الزوجية، فلابد أن يكون طموح الزوجين واحدا وان يتأكدا من ذلك قبل الارتباط حتى إذا لم يشتركا في كل الطموحات، من المهم أن يتناقشا في مدى أهمية كل الآراء ومختلف الموضوعات قبل الارتباط على أن يجري ذلك بشكل عملي مدروس، وان تجرى دراسة المسائل المالية من كل جوانبها والاهتمامات الخارجية، بل برامج التلفزيون والأوقات التي ستخصص للخروج مع الأصدقاء والنظرة العامة للشؤون الحياتية وطريقة تربية الأطفال.
منطق الإحصاءات
وأشار الدكتور القاهري إلى أن 71% من الأزواج السعداء قالوا ان حياتهم تنعم بالتوازن بين وقت الفراغ الذي يقضيه الزوجان معا والوقت الذي يقضيه كل منهما على حدة فيما قال 86% من الأزواج السعداء انهم يجدون بسهولة أنشطة يمكنهم أن يؤدوها معا.
وأضاف أنه من المهم أن تكون لكل من الزوجين اهتماماته الخاصة ولكن ألا يضايق الطرف الآخر بتخصيص وقت لها يفوق الوقت الذي يقضيه مع شريك الحياة، فلا يجب أن تظن الزوجة مثلا انه بمجرد الزواج صار الزوج اقل اهتماما بالسيارات الرياضية ولقاء "الربع" في الديوانية أو يظن الزوج أن الزوجة ستصبح اقل اهتماما باستعراض الملابس والأحذية في المحال المختلفة لذلك عليهما عدم وضع قيود على حياة الآخر، لكن الأهم إيجاد منذ البداية شريك حياة يتناسب أسلوب حياته مع الطرف الآخر، وألا يتوقع كل منهما أن يحتل كل الفراغ في حياة الآخر لان السماح للآخر بالاستمتاع بقدر من وقت فراغه كما يحلو له سيزيد الحب وبدلا من التفكير في الرجوع من منتصف طريق الزواج سيتطلعان معا إلى المواصلة والاستمتاع بيوميات الحياة الزوجية.
وشدد على أهمية التمسك بالمرونة إذ يقول ان 87% من الأزواج السعداء قالوا انهم مستعدون لإدخال تعديلات على حياتهم الزوجية، إذن فالأزواج السعداء - كما يبدو - مستعدون للبحث عن حلول وسط لإصلاح أسلوب حياتهم لتلبية حاجات شريك الحياة بالإضافة إلى تغيير الظروف القهرية للحياة.
أي أن درجة ما من المرونة ضرورية فمن غير الممكن أن نجد في شخص واحد كل الصفات التي نحبها، فان كان طيبا ومرحا وجذابا، فقد تكتشفين انه فوضوي أو انه مسرف لا يحسن التعامل مع الأمور المالية.

.
صحيفة آخبار الخليج
أضف رد جديد

العودة إلى ”حوارات جادة“