صفحة 1 من 1

هل كنت يوما "تحت الركام"

مرسل: الثلاثاء 2009.3.31 2:40 pm
بواسطة الحويطة
ماعارفة بس قريت القصة وحبيت تقروها معاي (حاسة انو ممكن تكون موضوع نتجاذب فيه اطراف الحديث (ممكن ننتقد القصة )
بين لفيف كثبان الصحراء الذهبية ، المنسدلة على أكتاف البحر كأنها جدائل بنت غجرية ، تعانق في حنو نقاء السماء ، تقبع هنالك كجسم صاروخي ساقط في الخواء مدينة نسج حكايتها الخيال والابداع ملتئمين يخرجا لنا المدينة في ابهى صورها
وكأي انسان عادي في هذه المدينة و في هذه الاثناء من النهار يكون زغلول قد بدأ يستعد للذهاب إلى عمله ، فهو يعمل بدورتين في إحدى الشركات التي تقع على أطراف المدينة ، لذا يحتاج إلى وقت طويل حتى يصل إلى الشركة.
زغلول ذلك الشاب ذو الخمس وعشرون ربيعاً ،تخرج من الجامعة العامة بتقدير مقبول ، راتبه الان في الشركة التي يعمل بها شبه مقبول إن لم يكن أقل من ذلك ، عندما توفيت والدته كانت مرتسمة على شفتيها ابتسامة رضا لم يعلم أحد معناها ن لكنهم يعلمون ن زغلول الابن البار سبب هذه الابتسامة الدافئة ، فلم يجرؤ يوما على إغضاب والدته مثلما يفعل أولاد هذا الزمن كما كانت دائماً تقول .
عندما بدأ زغلول بالوقوف على قدميه من جديد بعد وفاة والدته ، كان قد استلم عمله الجديد في فرع الشركة العالمية التي يعمل بها الان ، وفي اليوم الأول الذي قدم فيه إلى الشركة لم تكن على هيئتها الحالية، وكأن قدم زغلول كان يمشي في ثناياها الخير ، حيث كان مشهودا له بالكفاءة ولم يتجادل اثنان في الدور الذي قام به ، خصوصاً وأنه كان لا يحب الظهور ولا أن يمدحه أحد .
استمر زغلول في عمله وسط إعجاب الكثيرين من حوله لكن سرعان ماتحول هذا الاعجاب إلى ا بشع انواع الاستغلال في غضون بضعة اشهر . كان كل شيء بالنسبة لزغلول يسير على مايرام ، فهو منذ نعومة أظفاره يحب الآخرين ، متفانٍ في خدمتهم بدون مقابل ، و يالنسبة للموظفين الباقين فقد كانت هذه فرصة مناسبة لاستغلالها .
ذات مرة طلب احد الزملاء منه ان ينوب عنه في دوره في ذلك اليوم ، ومن دون أن يعير زغلول بالا ولا حتى ان يتذكر انه ايضاً يعمل دورين مثله ، بل واشترط عليه أن لا يعلم المدير الذي كان حينها متسلطا لا تستطيع النملة العبور من بوابة الشركة من دون ان يعلم إلى اين ستذهب ، اما الان فالوضع مختلف ، فبعد شهر سيحال إلى المعاش ، وأصبح الفيل يدخل ويخرج من دون ان يحشر المدير انفه في الموضوع كما اعتاد.
عندما كان يطلب احدهم من زغلول ان يسد محله في العمل أو ان ينجز له طابور لمعاملات كان يوافق على ذلك مع انه لايقل عنهم مكانة ولا يفتقر للمؤهلات . بدأ زغلول يحس بشيء من الضيق وفي كل مرة كان لسانه يخونه فيها وهو يقول في نفسه "اصبر ..اصبر سينتهي الامر عما قريب " ، لكن الحال بقي على ما هو عليه ، فقد كان عليه الاختيار بين أن يعمل في الشركة العالمية التي يملكها صاحب الثراء الفاحش "صلاح بك" ، أو أن يجلس عاطلا في المنزل حتى الموت ،ففي هذا الزمن الاسود تتكسر كل الامال والأحلام على صخرة الحياة القاسية، فماذا عساه أن يفعل ؟ .
كان كذلك الحال لفترة ليست بوجيزة ، شهدت أيامها الكثير من التجاوزات والاتكالية والتهاون ولا يخلو الامر من بعض الرشاوى مقابل خدمة أفضل وعلى حساب الغير ، بد أت الاوضاع تسوء داخل الشركة وأصبحت على شفير الهاوية ، حتى جاء الخبر الذي صعق الجميع بدون استثناء ، بمن في ذلك زغلول ..
كان الخبر الذي جاء به المدير التنفيذي لمجموعة الشركات العالمية هو إحالة المدير إلى المعاش ، لكن هذا ماكان الجميع متوقعه حتى المدير نفسه ، سكت المدير التنفيذي برهة ثم أردف قائلاً (بصوته الممتلئ حقدا ) : المدير الجديد لهذه الشركة هو ... زغلول
تسمر زغلول في مكانه وأصبح كمن سكب عليه دلو من الماء البارد .. وأحس بالغيوم تلفه ولم يعد يرى حينها الا صورة والدته التي كانت دائما تقول له " سيأتيك يوم أراك فيه أحس واحد في الناس" دي كلها "
ساد المكان صمت رهيب ، إلى ان كسره صوت " العم فرغلي " صاحب الكافتيريا بقوله : مبروك يا ابني يا زغلول انت رجل طيب و ذكي و"تستاهل" كل خير " ، فنظر كل من زملاء زغلول والموظفين إلى بعضهم البعض بعد ان استجمعوا قواهم وعادوا من مرحلة اللاوعي ، وبدأوا يهنون المدير الجديد مكشرين عن ابتسامة صفراء خبيثة لا تنذر بخير ابدا ً.
عندما جلس زغلول على كرسي الإدارة أحس بوخز في أسفل ظهره ، فهو لم يجلس يوما على كرسي مريح وفير الريش مثل هذا وعلم انه يجب ان يتكيف مع الموضع الجديد ورفاهيته وبسرعة .
توافد المهنئون من كل حدب وصوب نحو المدير الجديد ، معلنين ولاءهم له وآخذو يمتدحونه ويمتدحون صفاته وكفاءته في العمل مع أن زغلول لم يرهم يوما ما ، ويمكنك بكل بساطة ان تعرف الوضع المحرج الذي وضع في زغلول من نظراته ، فهو لم يتعود أو بالأحرى لم يستطع يوماً أن يخبئ مشاعره ، و لعل هذا كان جلياً عندما أعجب بزميلته بالجامعة ومع أنه لم يخبر أحداً بذلك ما كان احد بحاجة لذلك ، وعلامات الإعجاب لاتحتاج لفك طلاسمها من على وجهه !.
لم يستطع زغلول في تلك الليلة آن يخلد للنوم ، فقد أحاطته هواجس ارتعدت لها فرائصه ووثب منها شعر رأسه ، حتى جاءه النهار وانكشفت غياهب الليل .
كانت الساعة السادسة صباحاً ، ومازال على موعد الدوام مايقارب الساعة ، لكن زغلول أراد ان يحضر يوم المدير من أوله ، فلم ينتظر وشرع يبدل ملابسه واستقل سيارة أجرة أقلته حتى موقع الشركة .
وصل المدير الجديد . .. وصل المدير الجديد ))هذا تردد على مسامع زغلول عندما وصل إلى الشركة والواضح أن الموظفين كان حصانهم أعدى من زغلول .
بالرغم من ان المدير الجديد أقصد زغلول كان طيباً لأبعد الحدود ومع كل الناس إلى انه كان ذكياً ، إذا اثار موقف ما ريبته يحاول ان يعرف ما ورائه ومهما كان الثمن وربما في بعض الاحان تكون طيته هي الوسيلة .
مالبث أن جلس زغلول عى كرسيه الجديد حتى امتلأت الحجرة بالزوار والمهنئين والوظفين من كل الاقسام ، والقاسم الذي جمعهم هو نظراتهم الملوثة برغباتهم الخبيثة ، ولكن هذا لم يغب عن رجاحة لب زغلول واستنكره بشدة .
توالت الأيام على هذا المدير ولا يكاد احد يعلم بالحال التي وصل إليها ،كيف لا وكل منهم يحاول استمالته إلى جانبه ، حتى أولئك الذين كانوا يوماً يستغلونه ويوظفونه لخدمتهم ، والآخرون الذين كان لايعنيهم حال زغلول وما الذي يجري له وما ظروفه ، كل هذا لم يمر عليه مرور الكرام ، ولم يستطع زغلول نسيانه ولا شطبه بجرة قلم ، بكل ما فيه من مرارة.
بمرور شهر على تسلم زغلول الوظيفة الجديدة ، بدأ بتأقلم مع الوضع الجديد ويشرع في تنفيذ صلاحياته ، وردع كل التجاوزات التي لم يكن عندما كان مجرد موظف عادي ردعها ، لكن الوضع تازم كثيراً ولاسيما ان زغلول أصبح في نظر الكثيرين وحشاً لا يرحم احداً ، وعندما تذكره عند احدهم يخيل له انه رجل ضخم خرج من إحدى القصص الخرافية ذو كرش كبيرو وأسنان حادة يبطش ولا يرحم احدا ً ولابد أن اول الذين بدأبهم هم الذين كانو يسبحون مع التيار دوماً .
لم يفكر احد ما هذا التحول الكبير والمفاجئ في شخصية زغلول ، ربما لان الكثير لم يكونوا يعرفونه ولا يعرفون كيف كان ،أو بالاحرى لم يهتموا ابدا بحال زغلول ، بينما كان هو يحاول ان يبحث عن الحب والخير والعطاء في نفس كل منهم ، ولكن الواضح انه لم يستطع العثور عليه واكتشف انه وجد في زمن ليس زمنه ، وربما أيضا اختار هو آن يظل بطلاً تروى قصته وتكتب على ورق .

منقوووووووول happy0005.gif

رد: هل كنت يوما "تحت الركام"

مرسل: الجمعة 2009.4.3 2:27 pm
بواسطة الحويطة
ما في ردود لييييه


القصة بايخة؟؟....
طيب انا قلتا انو في مجال للنقد ............. :004: