بقلم رشا مهدي
هناك العديد من الظواهر السالبة التي تطل برأسها في المجتمع السوداني نتيجة للغزو الثقافي والفكري الذي يتعرض له السودان عبر الوسائط المتعددة، في وقت لا يوجد فيه تنسيق كافٍ بين الجهات المنوط بها حماية الأمة.. وفي هذا الإطار عقدت لجنة التربية والتعليم بالمجلس الوطني بالتعاون مع منظمة نوافذ الخير ومركز أبحاث الإيمان ورشة المفاهيم التأصيلية للمناهج التعليمية، حيث اتخذت من الأمراض المنقولة جنسياً أنموذجاً للتوعية.. وقُدمت خلال الورشة عدد من الأوراق العلمية- منها مفهوم الجنس عند المسلمين، والأمراض المنقولة جنسياً وتأثيرها على الفرد والمجتمع.. وورقة سبل حماية المجتمع من الفساد الأخلاقي.
وأوضح البرفيسور الحبر يوسف نور الدائم رئيس لجنة التربية والتعليم بالمجلس الوطني أن هذه الورشة تعتبر خطوة لوضع منهج واضح المعالم محدد المفردات وموحد ومتفق مع القيم الدينية والأعراف السودانية، مؤكداً على أهمية تدريب المعلمين على هذه المناهج، ودعا إلى ضرورة إعادة المعاهد التدريبية.
من جانبه أكد شرف الدين علي مختار الأمين العام لمنظمة نوافذ الخير اهتمام المنظمة بمعالجة مثل هذه القضايا، وذلك بالمساهمة في الدعوة لقيام مجتمع معافى عبر تجويد المناهج التربوية، مشيراً إلى أن الورشة تهدف إلى تبصير الجهات المسؤولة بهذه المشكلة بجانب التفاكر معها حول كيفية حلها.
ونبه إلى ما أسماه بالسقوط الأخلاقي الذي يتم بفعل فاعل داخل الجامعات والتي قال إنها أصبحت سوقاً للأفلام الفاضحة التي يتم تناولها من «النت» ويتم توزيعها والترويج لها وسط الآخرين، بالإضافة إلى أنها أصبحت وكراً للمخدرات بكل أنواعها، مضيفاً بالقول: من يصدق أن جامعاتنا تنذر بإباحية الجنس بكل انحرافاته، الأمر الذي أدى إلى زيادة معدلات الإصابة بالايدز وسط الطلاب والطالبات. مشيراً إلى أن الأمر يزداد خطورة بزيادة الحملات المسعورة للترويج للأفكار الهدامة وسط شبابنا، حيث وصلت الدعوة لها إلى عبادة الشيطان.
واقترح شرف الدين عدداً من الحلول التي تمكن من محاصرة هذه الظواهر والتي منها العمل على إشراك كل التنظيمات والجماعات الإسلامية الموجودة في الجامعات وخارجها لمحاربة الظواهر والأفكار السالبة في الجامعات، في إطار مبادرة فكرية ثقافية تربوية شاملة والنظر في أن يكون من شروط القبول لأي طالب وطالبة خارج ولايته ضمانات مالية من ولي الأمر أو والي الولاية.
بجانب تفعيل اللوائح الداخلية للجامعات وإعادة النظر في بعض التطبيقات التي تدعو للاستفزاز ومقاومة الإصلاح، والتنسيق بين إدارة الصندوق والجامعات لإيجاد آلية تمكن إدارة الجامعات من متابعة طلابها في السكن.
ودعا الأمين العام إلى ضرورة قيام مجلس المصنفات الأدبية والفنية الاتحادي بدوره في فحص ومراجعة الكتب والأسطوانات والأشرطة الواردة للسودان عبر القارات والموانئ بالتعاون مع شرطة الجمارك السودانية، واضطلاع مجلس المصنفات الأدبية والفنية بولاية الخرطوم بدوره الرقابي في مراقبة ومتابعة معارض الكتب واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين للضوابط والشروط التي تضعها الولاية، وتشديد أقصى العقوبات في المخالفات المرتكبة للأعمال والأفلام الفاضحة، ومنع قيام حفلات الفرق الأجنبية إلا في إطار التبادل الثقافي والدبلوماسي. وتشديد الرقابة على الصحف الاجتماعية ومنعها من نشر الصور المثيرة، وتفعيل الرقابة على الغناء الهابط، بجانب إغلاق المقاهي المفتوحة بالأحياء الشعبية، خاصة التي يقطنها الأجانب وتشديد الرقابة على المراكز الثقافية الأجنبية بولاية الخرطوم.
وخلصت الورشة إلى عدد من التوصيات منها العمل على الالتزام التام بالفتوى الصادرة من مجمع الفقه الإسلامي بتاريخ 25/4/2010 حول عدم توزيع وتدريس كتاب مكافحة مرض الايدز باستخدام المهارات الحياتية الذي تم إعداده بواسطة المركز القومي للمناهج التربوية ليدرس في مرحلة الأساس والثانوي العام. وإنشاء شركة وقفية لتصنيع واستيراد الزي الشرعي و تشجيع صناعته محلياً، ومراقبة أداء المنظمات الأجنبية التي تعمل في المجال التربوي والتي لها علاقات بالوزارات المختلفة في هذا المجال، والجمعيات والمحال التجارية التي تقوم ببث بعض المواد الفاضحة. وضبط ظاهرة انتشار الأجانب داخل البلاد والذين ينقلون السلوكيات الإباحية بالإضافة للامراض المعدية والمنقولة جنسياً، وتنفيذ التشريعات والقوانين الإسلامية بالإضافة لاتفاقية السلام التي كفلت حقوق غيرالمسلمين، وتيسير دخول المواد الدعوية الملتزمة بقيم الدين وتخفيض أو إلغاء رسومها.
[font="] منقول للفائدة والنقاش[/font]