العلم لا عمر له

[رانيا امين]

جاء في الأخبار أن كلية الحقوق في جامعة القاهرة منحت قبل أيام درجة الدكتوراه للباحث محمد فريد عبد الخالق عن رسالته التي حملت عنوان ''الاحتساب على ذوي الجاه والسلطان''..
الخبر حتى الآن عادي.. لكن الجميل والممتع والمثير للدهشة أن الباحث يبلغ من العمر أربعة وتسعين عاما!! فتصوروا رعاكم الله..
إن دل هذا على شيء فانما يدل على أن الانسان المبدع الطموح القادر والواثق من نفسه يبقى ماضيا في الحياة لتحقيق طموحاته مهما ضاقت عليه الدروب وبلغ به العمر عتيا..
إن هذا الانسان الدكتور لم يفقد الامل يوما ومضى في آفاق الحياة ساعيا مجدا حتى حقق امنيته واسعد ذاته وارتقى الى اعلى درجات العلم وذاق حلاوة الإنجاز.. فتحية له ولجهوده وأطال الله سبحانه وتعالى في عمره ومتعه بالصحة والعافية.. وأرجو أن يكون صورة مثلى لكل الذين يحثون الخطى لمواصلة علمهم وتعليمهم ودراستهم لكنهم احيانا يتوقفون ويتباطأون لأسباب عديدة.. لكنني وفي هذا المجال لا بد ان اشير الى العديد من الحالات التي واجهتها وأنا أتابع تدريسي في الجامعات.. حيث شاهدت العديد من الفتيات اللواتي تزوجن وأنجبن ولديهن العديد من الأبناء وتجاوز عمرهن الاربعين لكنهن مضين في الحياة بأمل وجد واجتهاد من اجل مواصلة تعليمهن الجامعي رغم قهر الايام ومحدودية الامكانات وظروف الأهل وأحيانا ضجر الزوج وغيرته وغيظه من إكمال زوجته تعليمها.. لكن بعض الأزواج يساعدون زوجاتهم ويدفعونهن إلى الأمام لمواصلة تعليمهن؛ فتحية لهم..
وما زلت اذكر تلك السيدة التي كنت ذات يوم أرقبها في إحدى المواد لزميل لي؛ وجدتها سيدة كبيرة في السن فقلت لها: احيي فيك هذه الروح الأبية لمواصلة تعليمك.. فقالت ''هل تعلم انني الآن في منتصف الستين؛ وسعيدة بالجلوس على مقاعد الدرس بين هؤلاء الشباب والفتيات.. ولعلمك هذا الفتى هو حفيدي''.. وكان الفتى غير بعيد عنها يقدم امتحانه..
أكبرت في السيدة هذا الحضور البهي على مقاعد الدرس دون كلل او ملل بل بكل روح وثابة ابية شامخة... كما أنني اعتز بعدد من الشباب الذين ضاقت بهم الدنيا ولم يحالفهم الحظ في مواصلة تعليمهم ومرت السنون.. لكنهم لم ييأسوا وقاوموا تحديات الحياة ومضوا في رحابها متجاوزين التعب والأرق والقلق وحاصروا انفسهم واجتازوا عثرات الحياة وضغوطها وتمسكوا بالصبر حتى اتيحت لهم الظروف أو بعض منها فاستثمروا الوقت وتابعوا المسيرة التعليمية وجلسوا مع طلبة من اجيال ابنائهم وأحيانا احفادهم وعاشوا متعة التجربة وتفوقوا عليهم لان الحياة لا تحتمل الضعفاء ولان ''لكل مجتهد نصيب''..
هي الحياة؛ تعطي من يعطيها.. وعلى الإنسان أن يكون مسلحا بالعلم والإيمان والصبر.. ولا مكان فيها للمترددين والمحبطين!.

[الهنوف]

[السماء الصافية]

صدق القال اطلبو العلم من المهد الى الحد

[a.w@fantom]

الله يديك العافيه ي عســل تــســـلــــمــي

[عم عبدالرحيم]

اطلبوا العلم لو فى الصين
جزاك الله الف خير

[محسية]

جزاك الله خير