..:: صورةٌ خيرٌ من ألفِ كلمةٍ ::..
هكذا قالوا !!..
فمن منَّا يتدبَّر ما تَرَى عَيناهُ !!..
و يتفكَّر فيما حوله و ما جَنَتْهُ يداهُ !!..
إن كل شيءٍ حولنا ينطق بحكمةٍ بالغة ..
ينطقُ بلغةٍ يفهما كل إنسانٍ مهما اختلف لسانُه !!..
أو حتَّى انعدم نطقُه و بيانُه !!..
فالنَّعيمُ فيه عِبَر .. و العذابُ فيه مُعتَبَر ..
لِذَا !!..
و لي تعليق !!..
[المشهدُ الأول ]
[img][img]http://www9.0zz0.com/2009/06/08/23/918577830.jpg[/img][/img]
فهي و اللهِ تفورُ فوران الماءِ في القِدْرِ و أشد ..
و الهواءُ الساخنُ إذَّاكَ يتفجرُ تارةً و ينحسرُ تارةً ؛
فيحدثُ من جرَّاء سَحْبِ و تفريغِ الهواءِ صوتًا مُخيفًا ..
فلم يرُعني إلا و جنباتُ عقلي تُردِّدُ أصداءَ قوله تعالى :
[frame="7 50"](( إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَ هِيَ تَفُورُ))[ الملك : 7 ][/frame]
نسأل الله العافية ..
قال القُرطُبيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - :
تَشْهَقُ إليهِم شَهْقَةَ البَغْلَةَ للشعير.
أَيْ : صَوْتًا مُنْكَرًا كَصَوْتِ الْحِمَارِ تُصَوِّتُ مِثْلَ ذَلِكَ لِشِدَّةِ تَوَقُّدِهَا وَغَلَيَانِهَا .انتهى كلامُه
و قال أيضًا - رَحِمَهُ اللهُ - : (( وَهِيَ تَفُورُ)) أَيْ تَغْلِي .
قَالَ مُجَاهِدٌ - رَحِمَهُ اللهُ - : تَفُورُ بِهِمْ كَمَا يَفُورُ الْحَبُّ الْقَلِيلُ فِي الْمَاءِ الْكَثِيرِ .
وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - : تَغْلِي بِهِمْ عَلَى الْمِرْجَلِ ؛
وَ هَذَا مِنْ شِدَّةِ لَهَبِ النَّارِ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ ؛ كَمَا تَقُولُ فُلاَنٌ يَفُورُ غَيْظًا .انتهى كلامُه
فهل ترى لنفسك منها فِكاكًا إلا برحمَةِ اللهِ و فضلِه !!..
إنَّكَ اليوم تستطيع الفِرار بالتوبة و صالح الأعمال ؛ ..
فاعمل إذًا لما ينجِّيك منها ؛
فدارُنا هذه دارُ عَمَل و أمَّا دارُ الآخرةِ فدارُ الجزاء و لا عَمَل !!..
و إنك لو لقيت اللهَ جلَّ و عَلا بإصرارك على طُغيانِك ؛ فَلَيُلْقِيَنَّكَ في النَّارِ و لا يُبالي ..
نعوذ بالله من غضبه و عقابه ..
::
[ المشهد الثاني ]
و رأيتُ البُركانَ يظهرُ على سطحِهِ كراتُ الحِمَمِ ثم تتفجَّر ؛
[img][img]http://www9.0zz0.com/2009/06/08/23/994994814.jpg[/img][/img]
فتتطاير منها ألسنةٌ من جِنْسِهَا فتحرق كل شيء ..
[img][img]http://www9.0zz0.com/2009/06/08/23/538203969.jpg[/img][/img]
[frame="7 50"](( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ))[ المرسلات : 31،32 ][/frame]
(( إِنَّهَا )) أي النار (( تَرْمِي بِشَرَرٍ )) هو ما تَطَايَرَ منها (( كَالْقَصْرِ )) من البناءِ فِي عِظَمِهِ و ارتِفاعِهِ .
(( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ )) جَمْعُ جِمَالاتٍ جَمْعُ جَمَل .انتهى كلامُهُما
فانظر يا عبد الله إلى الشراراتِ المنطلِقَةِ من البَرَاكينَ كيف هي عظيمةٌ !!..
فما بالك بشراراتِ جهنَّمَ و أنت تمرُّ فوقها على الصِّراط !!..
و قد خَرَجَت من جهنَّم كلاليبٌ تخطِفُ أهلها و تهوي بِهِم فيها !!..
[frame="7 50"](( وَ إِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِياًّ ))[ مريم : 71 ][/frame]
و لا تَكِلْنَا إلى أنفسنا طرفَةَ عينٍ أبدًا ..
[img][img]http://www9.0zz0.com/2009/06/08/23/289313127.jpg[/img][/img]
وَقَوْلُهُ: (( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ )) أَيْ : يَكَادُ يَنْفَصِلُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ،
مِنْ شِدَّةِ غَيْظِهَا عَلَيْهِمْ وَحَنَقِهَا بِهِمْ .انتهى كلامُه
إن غضب البركان ليس غضب الطبيعة و لا انتقامها ؛
فإن ما في الكون كله من السماوات و الأرض و الجبال مأموراتٌ ليس لهنَّ اختيار و لا إرادة ..
و إنما أنت – أيُّها الإنسان - من له الإرادة و الاختيار فيُحاسبُ عليها ..
وَ حَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً))[ الأحزاب : 72 ][/frame]
يا أيُّهَا الإنسَانُ .. إلَيْكَ .. إلَيْكَ !!..
إن البُركانَ من غَضَبِ اللهِ ليُرِيَكَ مآلَكَ في الآخرةِ إن لم تَتُبْ و إليه تُنيب !!..
قد أذن اللهُ للأرض فتفجَّرَت من باطنها النارُ فأحْرَقَتْكَ و ابْتَلَعَتْ دِيَارَكَ و مَتَاعَك ..
فهل ترى أنه قد أذن لخلقه بعقابِك و هو راضٍ عنك !!..
كلاَّ ..
[frame="7 60"]
فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَ لاَ يَسْتَقْدِمُونَ))[ النحل : 61 ]
::
[img][img]http://www9.0zz0.com/2009/06/08/23/698823747.jpg[/img][/img]
[img][img]http://www9.0zz0.com/thumbs/2009/06/08/23/131264893.jpg[/img][/img]
[img][img]http://www9.0zz0.com/2009/06/09/00/352725918.jpg[/img][/img]
فمن أوديتها ( وَيْلٌ ) :
قال الطَّبَريُّ - رَحِمَهُ اللهُ - : (( وَ يْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)) الْوَادِيَ يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ وَ قَيْحِهِمْ .
و نعوذ بالله من الكِبْرِ ..
فإنه يؤدِّي لبُطلان الأعمال الصالحةِ ثُمَّ إلى الخلودِ في النَّارِ و الشُّربِ من عُصارةِ أهلها .
يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ
يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ ) [حسن صحيح : سنن الترمذي : 2492 ]
و الغَمْطُ : احتقارُأهلِ الحقِّ و الاستهانةِ بِهِم .
::
[