حظي السمكرجية بزقاق خاص في سوق أمدرمان الذي يعج هو الآخر من أصحاب الصناعات اليدوية خاصة التي تحولت إلى تراثية بعد أن نافستها المنتوجات الحديثة , لكن السمكرجية ما زالوا محافظين على ألقهم وفنهم في صناعة مختلف أنواع الحرفيات المختلفة وبالرغم من أن غول التضخم والغلاء لم يحد من هذه الحرفة الفنية ولم يقلل من زبائنها إذ نجد من بينهم المواطنين والأجانب خاصة الإنجليز والأمريكان سواء أكانوا سياحا أو من الوفود العلمية والتجارية وأن مهمة عمل الأباريق مهنة تحتاج إلى ذوق وفن وقدر من الصبر إذ أن تعلمها يمكن أن يبدأ من عام إلى عشرة أعوام ولكن كلما كان التلميذ صبورا وجادا فإن بإمكانه تعلمها في وقت وجيز لينطلق بعد ذلك وبالرغم من دخول صناعة الأباريق البلاستيكية إلا أن المنتوجات المحلية سواء أكانت النحاسية أو التي تصنع من التوتيا أو الزنك فإن رواجها وسوقها يعد الافضل.
وتعتبر الأباريق النحاسية صناعة تراثية وكانت في الزمن الماضي تجلب من مصر إلا ان أصحاب هذه الحرف من السودانيين يمكنهم أن يصنعوا أبريقا نحاسيا يمكن أن يضاهي المصري في الجودة وأن معظم السودانيين يفضلون المصنوع من التوتيا أو الزنك المطروح أو المضلع وأن معظم الطلب الآن يأتي من المساجد المنتشرة سواء كانت في ضواحي أمدرمان أو بحري أو الخرطوم أو مناطق أخرى لأن شيوخ الجوامع وتلاميذ المدارس الدينية خاصة المتصوفين منهم يفضلون استخدام أباريق التوتيا لنها تحفظ الماء بحالة جيده لمدة لا تقل عن ثلاثة ايام حيث يستخدم الشيخ أو التلميذ هذه المياه للشرب والوضوء إلى جانب الاستحمام في بعض الأحيان وأن بعض شيوخ الطرق الصوفية يقولون أنهم كلما مر يوم على المياه المحفوظة في الأباريق المصنوعه من التوتيا فإنها تجلي النظر وتقويه وبالرغم من إرتفاع اسعار هذه الأباريق مقارنة بالأخرى فإن الطلب عليها جيد.
وقد أمتهن بعض الحرفيين هذه الصنعة لمدة تزيد عن خمسين عاما وان الزبائن االأوربيين يعشقون المصنوعات التي يوفرها لهم اهل الزقاق من أباريق وغيرها.وإن الإنجليز يعشقون القناديل التي تعمل بالجازولين.
أن القلائل من الشيوخ الذين ما يزالوا يداومون منذ ستين عاما متتالية في تلك الصناعة . وتحتاج صناعة الأباريق إلى كميات من المعادن المصنعة أو المعدة لتتم هذه الصناعة وعندما يشرع الحرفي في صنع إبريق فإنه يبدأ بالجسم الذي غالبا ما يكون بشكل إسطواني ومن ثم يحل اسفل الجسم بقطعة من البالة ويوضع على قطعة أخرى معدنية لتكون بمثابة مؤخرة الأبريق بعد ذلك تتم صناعة ما يسمى القمع وهو شكل مخروطي يحاكي القبة الصغيرة حيث يتم توصيله عن طريق اللحام بالجسم ومن ثم تتم صناعة اليد الإضافية إلى الرقبة التي توضع في أعلى القمع ومن ثم تعد يد الأبريق والسنادة والحشوة أنبوب من التوتيا أو من نفس المادة التي يصنع منها الأبريق وهو غالبا ما يكون رفيعا ليستخدم عند صب المياه للغسيل أو الشرب .
وأن شهر رمضان وايام العيد تعد من المواسم التي تزدهر فيها عملية بيع الأباريق.