الحلقة 23 والأخيرة جوزيفين القاتلة !

يشمل كل المواضيع المتنوعة والحيوية والمنقولة و الغير مصنفة.

المشرف: بانه

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 23 والأخيرة جوزيفين القاتلة !

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

لقد تساءلت فيما بعد كيف لم أدرك هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار،حقيقة أن جوزيفين هي الوحيدة التي لا يمكن أن يتخطاها الإتهام .


كان غرورها ، والأهمية التي تضفيها على نفسها ،وحرصها على إبراز ذكائها ..واللذة التي تشعر بها عند المقارنة بين مقدرتها وعجز رجال البوليس..
_كل هذه كانت أصابع إتهام تشير إليها ..
ولأنها طفلة .لم يخطر ببالي قط أنها تستطيع إرتكاب جريمة قتل .ونسيت أن أرستيد ليونيدس قد أرشدها بنفسه إلى الطريقة ..
_وأنه كان بوسعها أن تعمل بإرشاده ،مع إحتياط بسيط هو ألا تترك بصمات أصابعها ..وذلك أمر لا بد أنها عرفته من إدمانها قراءة القصص البوليسية .
وذلك الفخ الذي نصب لها في غرفة المهملات ..
_كان يجب أن أدرك أنها هي التي نصبته لنفسها ..فإنها رغم ذكائها قد تركت آثارها في صورة قطع من الوحل الجاف على المقعد الخشبي..وقد كانت هي الوحيدة بين أهل البيت التي لا تستطيع بلوغ الحافة العليا للباب إلا إذا وقفت على الكرسي .
يضاف إلى ذلك الفخ كان على جانب كبير من السذاجة وضحالة التفكير ،إذ كان من الممكن على أن يهشم التمثال الرخامي رأسها ويقتلها ،ولكن مما لا شك فيه أنها كانت تنظر إلى نفسها كبطلة ،وبطلات القصص فيما تعلم لا يمتن ههه شاطرة والله .
وقد إستطاعت ببراعة أن تلفت نظري إلى الخزان ،ونجحت في تشتيت تفكيرنا وإبعاد الشبهات عن نفسها بتلك الفوضى التي أحدثتها في غرفتها .
وعندما عادت من المستشفى وعلمت بإعتقال بريندا و لورانس ،أحست بخيبة الأمل،وشعرت بأن المغامرة بلغت ذروتها وبأن الأضواء ستنحسر عنها ،فسرقت ذلك العقار من غرفة أديث دي هافيلاند ووضعته في الكمية التي لم تشربها من [ الكاكاو ] وتركت القدح في مكان واضح على المائدة .فهل كانت تعلم أن ناني ستشرب بقية الكاكاو ؟
ربما .
لقد قالت لي بنفسها أنها تمقت " ناني "لأنها كثيرآ ما نهرتها وعنفتها .
أم ترى أن ناني ، بما لها من خبرة في تربية الأطفال ،قد فطنت إلى الحقيقة ،وأدركت أن جوزيفين وراء الجريمة وسارعت هذه إلى الفتك بها ؟
ذلك ممكن أيضآ ..
_لقد كانت جوزيفين بإجماع الآراء مخلوقة غير عادية ،فهي ذكية العقل ولكنها ملتوية التفكير ..ولا بد أن يكون أرستيد ليونيدس قد أدرك هذه الحقيقة منذ وقت طويل فأشفق على الأسرة وعلى الطفلة نفسها من تبعات إنحرافها العقلي ،وقرر تثقيفها في البيت وعدم إرسالها إلى المدرسة ..
وماجدا..هل كانت تعرف الحقيقة ؟
إن إسراعها في إرسال إبنتها إلى سويسرا يدعو إلى هذا التساؤل .
ولكني لا أظن أنها كانت تعرف .
_ولعل غريزة الأمومة وحدها هي التي دفعتها إلى التفكير في إقصاء إبنتها خوفآ من المجهول ..
وأديث دي هافيلاند؟
وتناولت رسالة أديث التي أرفقتها بالدفتر الصغير الأسود وقرأت فيها ما يلي :
" عزيزي تشارلس ...
هذه الرسالة لك وحدك ،ولصوفيا إذا إستصوبت أنت ذلك ،فلقد رأيت من الضروري أن أطلع إنسانآ ما على الحقيقة .
إنني وجدت الدفتر المرفق في حظيرة مهجورة من حظائر الكلاب خلف البيت .وما قرأته في الدفتر قد أكد الظنون التي خامرتني .
_فهل أنا على صواب فيما قررت الإقدام عليه ؟
_لا أعلم .
_ولكن حياتي قد إنتهت تقريبآ.ولست أريد للطفلة أن تكابد العذاب الذي ينتظرها حتمآ عندما تسأل عما قدمت يداها.
إن الطبيعة كثيرآ ما تدفع إلى الحياة صغارآ يختلفون عن غيرهم ،فإذا كنت قد أخطأت ..فأنني أرجو الله أن يغفر لي ..لأن ما سأفعله ..إنما أفعله بدافع الحب ."
‎أديث دي هافيلاند
قرأت هذه الرسالة ،ولم أتردد إلا قليلآ قبل أن أدفع بها إلى صوفيا،ولما فرغت صوفيا من قراءتها،شرعنا في تلاوة ما سجلته الطفلة في دفترها من إعترافات تثير الشفقة بسذاجتها وإخلاصها :
_اليوم ،قتلت جدي ...
إنه لا يريدني أن أتعلم رقصة البالية .فقررت أن أقتله لكي أنتقل مع أمي إلى لندن ..وأصبح راقصة بالية عظيمة .
وكانت الفقرة التالية لا تقل غرابة عن سابقتها :
" لا أريد السفر إلى سويسرا..فإذا أصرت أمي فسأقتلها ..ليس لدي " سم " ولكني سأجد وسيلة ما..إن أوستاش يغيظني..فهو يقول أنني فتاة،وأن الفتيات لا يصلحن لأعمال البوليس ،ولكنه لا بد أن يعدل عن رأيه إذا علم أنني التي قتلت جدي .
" أنا أحب تشارلس..ولكنه غبي .
" لست أعلم بعد ،من أتهم بإرتكان الجريمة ؟
_ربما أتهم بريندا ولورانس ..إني أمقت بريندا لأنها تقول أنني مخلوقة شاذة ..ولكني أحب لورانس ..إنه روى لي قصة شارلوت كورداي التي قتلت أحد زعماء الثورة الفرنسية وهو يستحم " ..
وجاء في الصفحة الأخيرة:
" إنني أكره ناني فهي تزعم أنني طفلة مغرورة تريد أن تجعل لنفسها أهمية ..وهي التي تحض أمي على إرسالي إلى سويسرا سأقتلها .وأظن أن دواء الخالة أديث يكفي لذلك..ومتى حدثت جريمة ثانية.فإن رجال البوليس يعودون إلى البيت ،ويصبح الموقف مثيرآ " .
..ماتت ناني..ولا أعلم أين سأخفي زجاجة الدواء قد أخفيها في غرفة العمة كليمنسي..
_أو في غرفة أوستاش.
" وحينما أشعر بدنو أجلي ..بعد أن أكون قد بلغت من السن عتيا( ههه تظني إنو الموت بإيدك)، سأرسل هذا الدفتر إلى مدير البوليس لكي يعلم أنني كنت أعجوبة العصر في فن الجريمة "
وطويت الدفتر فهتفت صوفيا وهي تبكي :
_هذا مخيف يا تشارلس..كانت المسكينة وحشآ في صورة إنسان ..ولكني لا أشعر نحوها بغير الشفقة والرثاء.
وكان ذلك هو شعوري أيضآ..
وسألتني صوفيا :
_ما هو المصير الذي كان ينتظرها لو أنها عاشت؟
_كانوا سيضعونها في معهد للشواذ ومتى كبرت ألقوا بها في السجن .
_إذن فقد أحسنت أديث صنعآ .
_نعم ..إنها أقدمت على أنبل تضحية يمكن أن تقدم عليها إمرأة من أجل أسرتها *

** تمت **
مع السلامة و هذه هي الحلقة الأخيرة وهذه هي كتاب التضحية الكبرى من المؤلفة أجاثا كريستي ،الراوي مستر تشارلس هيوارد،أرجو أن تكون القصة قد أعجبك ! ،وهناك كتب قادمة فكن في إنتظارها إنها مثيرة.فطلبنا هو أن تنضم إلينا في منتديات عقيل عطارد و التسجيل على طول بالرابط الأسفل :
http://ageal.3oloum.com/register

‎‏" وشكرآ ‏‏"‏
المصدر :
‎منتديات عقيل عطارد ‏
‎‏" عالم بلا نهاية ‏‏"‏
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى المواضيع العامة والمشاركات المتنوعة“