حلفا

يشمل القصائد الشعريه , الشعر الشعبى , الحلمنتيش , والدوبيت .

المشرف: بانه

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
صلاح الدين محمد
مشاركات: 1649
اشترك في: الأربعاء 2009.3.18 4:31 pm
مكان: الامارات

حلفا

مشاركة بواسطة صلاح الدين محمد »

حـــــلفا
للاستاذ الاديب ميرغنى ديشاب

الله يعلم والخليقـــــــــــة تشــــهد
إن غالهـــــــــا الدهر العصُي الأخلد
فخريـــــــــدة وئدت فأبكت أهلهــــــا
جزعاً فكيـــــــف على محيـــاها توأد
جمعت يداللــــــــه الجمــــال بأرضها
فبدت تميس بحسنهــــــــــــا تتفــــــرد
شبت على ثــــــــرى الطبيعة حــــرة
حـــــــورية أمثـــالها لا تولـــــــــــــد
فبدت تغــــــار وتنتقي أثوابهـــــــــــا
في كل يوم تتجلـــــــــى وتتجـــــــــدد
النيل صـــــــاف ماؤه في سلســـــــل
عذب مــــدان بارد لك يـــــــــــــورد
تسقي الحقــــــول مياهه حتى إذا
تلقى بســــــاط ضفـــــافـــه تتمـــدد
أرقين ترقـــــد في الرمـــــال صبيــة
ترمي الهـــــوى بقلوبنا وتهدهــــــــد
ويفيض عنقش بالجمـــــال فيكتســـي
حلل الطبيعـــــــة في جمــــال يحســد
ياللجــــــــمال أضيع غير معــــــــزز
يا للهـــــــــوى بجلالـــــــه لا يعبد
بوهين يا مبنى الملوك تهدمـــــت
أطــــــواده أضحت بها لا تصمـــد
فصخــــــوره في المــــاء تبكي حتفها
قد لان للمــــــــاء البناء الأصلـــــــد
غــــــرقى تشب رؤوسهـــــافكأنهـا
بالناس وقت خناقهـــــــــا تستنجـــــد
لا عين ترقبهـــــا وتنشلهـــــا الـــــى
بر الأمـــــــان ولا وفــــــــــاء ولا يد
حلفـــــــا تنــــادي ســـادة حفلـــوا بها
زمنـــا وأزمــــانا فأين السيـــــــــــــد
هذاك طفل حالــــــم في ظلــــــــــــــه
تحت النخيـــــــــل وحلمــــــه يتــبدد
هاتيــــــك ساقيــــــة تزيد أنينهـــــــــا
آلامهـــــــا في صـــــوتهــــا يتـــــردد
نادت بنيهـــــا الذاهبين فلم يجـــــــــب
أحـــــــد لها غير الصــــــدى يتردد
فلكم حنت وبصدرهــــــا كم أرضعت
أبنـــــاءهـــــا فتقربـــــت وتبــــاعـدوا
قالت يعــــــودوا في غــــٍد لديـــارهم
وتلفعت تشتـــــــــاق أن يأتي غــــــــدٌ
ومضى غدُ ومضت سنــــــــــــــــــين
فأكتست بدم ودمع على خدها المتورد
وتلفتت حيرى ترد شجــــــــونهــــــا
أم ترى أبنــــــاءهـــــا يتبــــــاعــــدوا
مكســـــــوة خلق الثياب وجسمهــــــا
هذل وأمـــــا وجهـــهـــا فمـــــرمـــــد
فوق البيوت حمامهـــــــا في حيـــــرة
فكأنهــــــــــا بحمامهـــــــا تتشهـــــد
يا ذاهباً عن أرضهــــا وديارهــــــــا
حلفـــــــــا تقول لك أين المولـــــد ؟
ليس المحب بصــــــادق في حبـــــه
لو أنـــــه في ليلة من حبـــه يتجـــرد
يا تاركين جدودهـــــم بترابــــــــــها
عافيــــــــن خيرات بهــــــا قد أوجدوا
وميمي أرض غريب أهلهــــــــــــــا
والوجـــه واللسن النطيقـــــة واليـــــد
خلى أبوكم جنــــــــــــة بطيوبهـــــــا
مــــــا لأبن آدم موضـــــــع يتخلــــــد
ميرغني ديشاب
حلفا الجديدة ــ القرية 16
1973م
صورة العضو الرمزية
يقين
مشاركات: 4114
اشترك في: الثلاثاء 2014.11.18 8:28 am
مكان: بين الواقع وكَمْ أحلام

رد: حلفا

مشاركة بواسطة يقين »

القصيدة جميلة .. فيها حنين عجيب ..وذكرياتٌ تهتزُ لها قواسي القلوب
حلفا ..والتهجير
غُصةٌ .. لاتزل عالقةً بالحلق
تبعتها أراضٍ كانت تُنتزع من جسد وطني وتُغمر ..بدلاً عن الماء بالإخفاء
تارةً خلف مسمىً دولي وأخرىً ..مطلبٌ شعبي
وأخاف أن تطلع شمسٌ يوماً ما
لنِجد ..أننا حتى من أنفسنا "هُجِّرنا"!
أضف رد جديد

العودة إلى ”همس القصيد“